يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (1) .
وذكر أنه خلق كل دابة من ماء فقال: {وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (2)
وأما أول ما بدأ الله به خلقه فقد سأل عن هذا الأمر أهل اليمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن عمران بن حصين أن أهل اليمن سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن أول هذا الأمر فقال:"كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء وخلق السموات والأرض"اهـ (3) .
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، قال وعرشه على الماء"اهـ (4) .
ففي الحديثين المذكورين جاء ذكر كتابة المقادير فهو أول ما بدأ به خلقه، فقد خلق القلم وقال له اكتب، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"أول ما خلق الله تبارك وتعالى القلم، ثم قال له اكتب. قال: وما أكتب قال: فاكتب ما يكون وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة"اهـ (5) .
(1) سورة فصلت: 9 - 12.
(2) سورة النور: 45.
(3) صحيح البخاري مع الفتح كتاب بدأ الخلق باب ما جاء في قول الله تعالى {وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} 6/ 286 (3191) .
(4) صحيح مسلم مع شرح النووي كتاب القدر باب حجاج آدم وموسى عليهما السلام 15 - 16/ 442 (2653) .
(5) مسند أحمد 5/ 317، وأبو داود (4700) ، والترمذي (2155) ، والحاكم 2/ 498 وصححه، والبيهقي في الأسماء والصفات (804) والآجري في الشريعة (178) وابن أبي عاصم في السنة (105) والحديث صححه الألبانى في الصحيحة (133) وفي السنة لابن أبي عاصم: 1/ 48، 49.