كتاب فلسفة ومنطق وكلام، وكما وضع تفسيرا بعنوان"تأويلات أهل السنة"وهو أيضا مليئ بالمصطلحات الكلامية وتعطيل كثير من الصفات وتأويل النصوص.
وسموا علم التوحيد بعلم الكلام خلافا لما جرى عليه السلف وأئمتهم من تسميته بعلم السنة والشريعة والاعتقاد والتوحيد.
قال التفتازاني (1) :"فإن مبنى علم الشرائع والأحكام وأساس قواعد الإسلام هو علم التوحيد والصفات الموسوم بـ"الكلام"المنجي من غياهب الشكوك وظلمات الأوهام"اهـ (2) .
وأما الأشاعرة فقد تبلغ مقدماتهم الفلسفية والكلامية أكثر من ثلثي الكتب قبل أن يدخل المؤلف في موضوع كتابه (3) .
ومن ناحية أخرى حرص كثير منهم على نسبة أعلام الصحابة والسلف إلى علم الكلام، فذكر عبد القاهر البغدادي (4) عليا بن أبي طالب، وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وعمر بن عبد العزيز، وزيد بن علي بن الحسين، الحسن البصري،
(1) التفتازاني (712 هـ - 791 هـ) : هو مسعود بن عمر بن عبد الله التفتازاني ولد بتفتازان إحدى قرى نس، تتلمذ على الإيجي، ومن أهم كتبه: المقاصد في علم الكلام، والتهذيب في المنطق. (الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة لابن حجر تحقيق محمد سيد جاد الحق دار الكتب الحديثة 4/ 350، وشذرات الذهب في أخبار من ذهب لابن العماد دار إحياء التراث العربي بيروت 6/ 31، البدر الطابع بمحاسن من بعد القرن السابع للشوكاني دار المعرفة بيروت 2/ 303) .
(2) شرح العقائد النسفية للتفتازاني طبعة قريمي يوسف ضياء، 1326 هـ ص: 2 - 3، و 5 - 6.
(3) ينظر على سبيل المثال: التمهيد للباقلاني تحقيق الشيخ عماد الدين حيدر مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت 1407 هـ 1987 م ص: 17 وما بعده، وأصول الدين لعبد القاهر البغدادي دار الكتب العلمية بيروت ط / 1، 1346 هـ -1928 م ص: 12 وما بعده.
(4) عبد القاهر البغدادي (ت: 429) : هو أبو منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي، الشافعي الأشعري الأصولي، وهو أكبر تلاميذ أبي إسحاق الإسفرائيني (سير أعلام النبلاء للذهبي 17/ 572) .