دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها، ثم لا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة" (1) ."
وقال سفيان الثوري رحمه الله تعالى:"من جالس صاحب بدعة لم يسلم من أحد ثلاث إما أن يكون فتنة لغيره، وإما أن يقع في قلبه شيء فيزل به فيدخله النار، وإما أن يقول والله ما أبالي ما تكلموا وأني واثق بنفسي، فمن آمن الله على دينه طرفة عين سلبه إياه" (2) .
ويقول الأوزاعي رحمه الله تعالى:"عليك بآثار السلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوها لك بالقول" (3) .
فهذه الآثار الواردة عن السلف الصالح رحمهم الله تعالى كلها تدعو إلى التمسك بالكتاب والسنة وتحذر من البدع والمحدثات صغيرها وكبيرها يقول الإمام أبو محمد البربهاري (4) رحمه الله تعالى:"واحذر صغار المحدثات، فإن صغار البدع تعود حتى تصير كبارًا، وكذلك كل بدعة أحدثت في الأمة كان أولها صغيرًا يشبه الحق، فاغتر بذلك من دخل"
(1) أخرجه الدارمي في السنن (1/ 44) وابن بطة العكبري في الإبانة الكبرى (1/ 351) وابن وضاح في البدع (ص 37) .
(2) أخرجه ابن وضاح في البدع (ص 47) .
(3) أخرجه الآجري في الشريعة (ص 58) والخطيب البغدادي في شرف أصحاب الحديث (ص 7) والبيهقي في المدخل (ص 199) .
(4) الإمام الحافظ أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري، كان قوالًا بالحق داعية إلى الأثر والسنة، لا يخاف في الله لومة لائم، توفي سنة 329 هـ رحمه الله تعالى.
طبقات الحنابلة (2/ 18) والبداية والنهاية (11/ 225) وسير أعلام النبلاء (15/ 90) .