وقال صلى الله عليه وسلم:"أنا سيد ولد آدم يوم القيامة"1، والفقهاء يقولون: إذا قال السيد لعبده; أي: سيد العبد لعبده.
تنبيه:
اشتهر عند بعض الناس إطلاق السيدة على المرأة، فيقولون مثلا: هذا خاص بالرجال، وهذا خاص بالسيدات، وهذا قلب للحقائق; لأن السادة هم الرجال، قال تعالى: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} 2 وقال: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} 3 وقال صلى الله عليه وسلم"إن النساء عوان عندكم"4 أي: بمنزلة الأسير، وقال في الرجل:"راع في أهله ومسئول عن رعيته"5، فالصواب أن يقال للواحدة امرأة، وللجماعة منهن نساء.
قوله:"ومولاي": أي: وليقل مولاي، والولاية تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: ولاية مطلقة، وهذه لله عز وجل، لا تصلح لغيره; كالسيادة المطلقة.
وولاية الله نوعان:
النوع الأول: عامة، وهي الشاملة لكل أحد، قال الله تعالى: {ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} 6 فجعل له ولاية على هؤلاء المفترين، وهذه ولاية عامة.
1 سبق (1/269) .
2 سورة يوسف آية: 25.
3 سورة النساء آية: 34.
4 أخرجه: الإمام أحمد (5/72) , والترمذي في (الرضاع, باب في حق المرأة على زوجها, 4/143, 144) - وقال:"حسن صحيح"-, وابن ماجه في (النكاح: باب حق المرأة على زوجها, 1/594) , والنسائي في"الكبرى"في (كتاب عشرة النساء) ; من حديث عمرو بن الأحوص الجشمي رضي الله عنه.
5 أخرجه: البخاري في (الجمعة, باب الجمعة في القرى, 1/285) , ومسلم في (الإمارة, باب فضيلة الإمام العادل, 3/1459) ; من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
6 سورة الأنعام آية: 62.