فهرس الكتاب
الصفحة 447 من 1122

باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان

سبب مجيء المؤلف بهذا الباب لدحض حجة من يقول: إن الشرك لا يمكن أن يقع في هذه الأمة، وأنكروا أن تكون عبادة القبور والأولياء من الشرك; لأن هذه الأمة معصومة منه; لقوله صلى الله عليه وسلم"إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم"1.

والجواب عن هذا سبق عند الكلام على المسألة الثامنة عشرة من مسائل باب من تبرك بشجر أو حجر ونحوهما.

قوله:"أن بعض هذه الأمة": أي: لا كلها; لأن في هذه الأمة طائفة لا تزال منصورة على الحق إلى قيام الساعة، لكنه سيأتي في آخر الزمان ريح تقبض روح كل مسلم; فلا يبقى إلا شرار الناس.

وقوله:"تعبد"; بفتح التاء، وفي بعض النسخ:"يعبد"; بفتح الياء المثناة من تحت: فعلى قراءة"يعبد"لا إشكال فيها; لأن"بعض"مذكر.

وعلى قراءة"تعبد"; فإنه داخل في قول ابن مالك:

وربما أكسب ثان أولا ... تأنيثا أن كان لحذف موهلا

ومثلوا لذلك بقولهم: قُطِعَت بعض أصابعه; فالتأنيث هنا من أجل أصابعه لا من أجل بعض. فإذا صحت النسخة"تعبد"; فهذا التأنيث اكتسبه المضاف من المضاف إليه.

1 مسلم: صفة القيامة والجنة والنار (2812) , والترمذي: البر والصلة (1937) , وأحمد (3/313 ,3/354 ,3/366 ,3/384) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام