فهرس الكتاب
الصفحة 448 من 1122

وقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} 1.

قوله:"الأوثان": جمع وثن، وهو: كل ما عبد من دون الله.

ذكر المؤلف في هذا الباب عدة آيات:

الآية الأولى: قوله تعالى:"ألم تر": الاستفهام هنا للتقرير والتعجيب، والرؤية بصرية بدليل أنها عديت بإلى، وإذا عديت بإلى صارت بمعنى النظر. والخطاب إما للنبي صلى الله عليه وسلم أو لكل من يصح توجيه الخطاب إليه; أي: ألم تر أيها المخاطب؟

قوله: {إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا} أي: أعطوا، ولم يعطوا كل الكتاب; لأنهم حرموا بسبب معصيتهم; فليس عندهم العلم الكامل بما في الكتاب.

قوله: {نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ} المنَزل: والمراد بالكتاب: التوراة والإنجيل.

وقد ذكروا لذلك مثلا، وهو كعب بن الأشرف حين جاء إلى مكة، فاجتمع إليه المشركون، وقالوا: ما تقول في هذا الرجل (أي: النبي صلى الله عليه وسلم) الذي سفه أحلامنا ورأى أنه خير منا؟ فقال لهم: أنتم خير من محمد، ولهذا جاء في آخر الآية: {وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَؤُلاءِ أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً} .

قوله: {يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} أي: يصدقون بهما، ويقرونهما لا ينكرونهما، فإذا أقر الإنسان هذه الأوثان; فقد آمن بها. والجبت:

1 سورة النساء آية: 51.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام