فهرس الكتاب
الصفحة 913 من 1122

وليقل: سيدي ومولاي."1"

قوله:"وليقل: سيدي ومولاي": المتوقع أن يقول: وليقل سيدك ومولاك; لأن مقتضى الحال أن يرشد إلى ما يكون بدلا عن اللفظ المنهي عنه بما يطابقه، وهنا ورد النهي بلفظ الخطاب، والإرشاد بلفظ التكلم، وليقل:"سيدي ومولاي"; ففهم المؤلف رحمه الله -كما سيأتي في المسائل- أن فيه إشارة إلى أنه إذا كان الغير قد نهي أن يقول للعبد: أطعم ربك; فالعبد من باب أولى أن ينهى عن قول: أطعمت ربي، وضأت ربي، بل يقول: سيدي ومولاي.

وأما إذا قلنا بأن"أطعم ربك"خاص بمن يخاطب العبد؛ لما فيه من إذلال العبد بخلاف ما إذا قال هو بنفسه: أطعمت ربي، فإنه ينتفي الإذلال; فإنه يقال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لما وجه الخطاب لمن يخاطب العبد، وجه الخطاب إلى العبد نفسه، فقال:"وليقل: سيدي ومولاي"، أي بدلا عن قوله: أطعمت ربي، وضأت ربي.

قوله:"سيدي": السيادة في الأصل علو المنزلة; لأنها من السؤدد والشرف والجاه وما أشبه ذلك.

والسيد يطلق على معان، منها: المالك، والزوج، والشريف المطاع.

وسيدي هنا مضافة إلى ياء المتكلم، وليست على وجه الإطلاق؛ فالسيد على وجه الإطلاق لا يقال إلا لله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم:"السيد الله"2 وأما السيد مضافة; فإنها تكون لغير الله، قال تعالى: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ}

1 البخاري: العتق (2552) , ومسلم: الألفاظ من الأدب وغيرها (2249) .

2 أخرجه: أحمد (4/24, 35) , والبخاري في"الأدب المفرد" (211) , وأبو داود في (الأدب, باب في كراهة التمادح, 5/154) , والنسائي في"عمل اليوم والليلة"; كما في"تحفة الأشراف" (4/360) , وابن السني (389) , والبيهقي في"الأسماء والصفات" (ص 22) ; من حديث عبد الله بن الشخير رضي الله عنه. وقال ابن مفلح في"الآداب" (3/464) :"إسناده جيد", وقال الحافظ في"الفتح" (5/179) :"رجاله ثقات", وقد صححه غير واحد, وصححه صاحب"عون المعبود" (4/402) .

3 سورة يوسف آية: 25.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام