فهرس الكتاب
الصفحة 912 من 1122

كقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أشراط الساعة:"أن تلد الأمة ربها"1 وأما لفظ:"ربتها"2 فلا إشكال فيه لوجود تاء التأنيث، فلا اشتراك مع الله في اللفظ; لأن الله لا يقال له إلا رب، وفي حديث الضالة -وهو متفق عليه-:"حتى يجدها ربها"3، وقال بعض أهل العلم: إن حديث الضالة في بهيمة لا تتعبد ولا تتذلل; فليست كالإنسان، والصحيح عدم الفارق; لأن البهيمة تعبد الله عبادة خاصة، قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ} 4 وقال في الناس: {وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ} ليس جميعهم: {وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} 5 وعلى هذا; فيجوز أن تقول: أطعم الرقيق ربه، ونحوه ...

القسم الثالث: أن تكون الإضافة إلى ضمير المتكلم، بأن يقول العبد: هذا ربي; فهل يجوز هذا؟

قد يقول قائل: إن هذا جائز; لأن هذا من العبد لسيده، وقد قال تعالى عن صاحب يوسف: {إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ} 6 أي: سيدي، ولأن المحذور من قوله: (ربي) هو إذلال العبد، وهذا منتف; لأنه هو بنفسه يقول: هذا ربي.

القسم الرابع: أن يضاف إلى الاسم الظاهر، فيقال: هذا رب الغلام; فظاهر الحديث الجواز، وهو كذلك ما لم يوجد محذور فيمنع، كما لو ظن السامع أن السيد رب حقيقي خالق ونحو ذلك.

1 أخرجه البخاري في (الإيمان, باب سؤال جبريل النبي صلى الله عليه وسلم, 1/33) , ومسلم في (الإيمان, باب بيان الإيمان, 1/39) .

2 أخرجه البخاري في (التفسير, باب إن الله عنده علم الساعة , 3/275) , ومسلم في (الإيمان, باب بيان الإيمان, 1/36) .

3 أخرجه: البخاري في (المساقاة, باب شرب الناس والدواب من الأنهار, 2/167) , ومسلم في (اللقطة, 3/1346) ; من حديث زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه.

4 سورة الحج آية: 18.

5 سورة الحج آية: 18.

6 سورة يوسف آية: 23.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام