فهرس الكتاب
الصفحة 865 من 1122

فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك". أخرجاه.1"

قوله:"فقد رضي الله عنك": يعني: لأنك شكرت نعمة الله بالقلب واللسان والجوارح.

قوله:"وسخط على صاحبيك"لأنهما كَفَرا نعمة الله - سبحانه -، وأنكرا أن يكون الله من عليهما بالشفاء والمال.

وفي هذا الحديث من العبر شيء كثير، منها:

1-أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقص علينا أنباء بني إسرائيل؛ لأجل الاعتبار والاتعاظ بما جرى، وهو أحد الأدلة لمن قال: إن شَرْع من قبلنا شرع لنا، ما لم يرد شرعنا بخلافه، ولا شك أن هذه قاعدة صحيحة.

2-بيان قدرة الله عز وجل بإبراء الأبرص والأقرع والأعمى من هذه العيوب التي فيهم بمجرد مسح المَلَك لهم.

3-أن الملائكة يتشكلون حتى يكونوا على صورة البشر; لقوله:"فأتى الأبرص في صورته"وكذلك الأقرع والأعمى، لكن هذا -والله أعلم- ليس إليهم، وإنما يَتَشَكَّلون بأمر الله تعالى.

4-أن الملائكة أجسام، وليسوا أرواحا، أو معاني، أو قوى فقط.

5-حرص الرواة على نقل الحديث بلفظه.

6-أن الإنسان لا يلزمه الرضاء بقضاء الله - أي بالمقضي -; لأن هؤلاء الذين أصيبوا قالوا: أحب إلينا كذا وكذا، وهذا يدل على عدم الرضا.

1 أخرجه: البخاري في (الأنبياء, باب حديث أبرص وأقرع وأعمى في بني إسرائيل) , (2/494) , ومسلم في (الزهد والرقاق) , (4/ رقم(2964) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام