ومن لم يرض، فليس من الله"رواه ابن ماجه بسند حسن1."
فيه مسائل:
قوله:"ومن لم يرض; فليس من الله"أي: من لم يرض بالحلف بالله إذا حلف له; فليس من الله، وهذا تبرؤ منه؛ يدل على أن عدم الرضا من كبائر الذنوب، ولكن لا بد من ملاحظة ما سبق، وقد أشرنا أن في حديث القسامة دليلا على أنه إذا كان الحالف غير ثقة، فلك أن ترفض الرضا به; لأنه غير ثقة، فلو أن أحدا حلف لك، وقال: والله، إن هذه الحقيبة من خشب، وهي من جلد; فيجوز أن لا ترضى به لأنك قاطع بكذبه، والشرع لا يأمر بشيء يخالف الحس والواقع، بل لا يأمر إلا بشيء يستحسنه العقل ويشهد له بالصحة والحسن، وإن كان العقل لا يدرك أحيانا مدى حسن هذا الشيء الذي أمر به الشرع، ولكن ليعلم علم اليقين أن الشرع لا يأمر إلا بما هو حسن; لأن الله تعالى يقول: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: من الآية50] ، فإذا اشتبه عليك حُسْن شيء من أحكام الشرع; فاتهم نفسك بالقصور أو بالتقصير، أما أن تتهم الشرع; فهذا لا يمكن، وما صح عن الله ورسوله; فهو حق وهو أحسن الأحكام.
فيه مسائل:
1أخرجه: ابن ماجه في (الكفارات, باب من حلف له بالله فليرض, 1/ 679) . وقال في"الزوائد":"رجال إسناده ثقات". وحسنه الحافظ في"الفتح" (11/ 536) , وحسنه أيضا الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله. وصححه الشيخ سليمان رحمه الله في"التيسير" (ص 956) على شرط مسلم.