والسنة واتهام لها بالقصور وعدم الكفاية، مدارها جميعا على عبارة من قال قبلهم: {إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا} [القصص: 57] .
نحن عندما نخاطبهم بقال الله وقال رسوله نحسب أننا حسمنا الأمر وقطعنا السؤال لأننا نخاطب مسلمين، فإذا بنا نفاجأ بأن هذه اللغة لا تعني الكثير بالنسبة لهم ولا تقنعهم! بل يردون بقولهم يلزم ويترتب ولكن والواقع والظروف. وأحيانا يخلطون كلامهم بعبارات مجملة لتلطيف حدة ردهم لكلام الله ورسوله، كقولهم:"وقد تنازل النبي في صلح الحديبية"،"الإسلام لا يمكن أن يدعو إلى ما تقول"،"ما تقوله هو فهمك أنت للآيات"،"أنتم تتشبثون بنص واحد ولا تنظرون إلى الموضوع بشموليته"
طيب نسألهم: هاتوا لنا الفهم الصحيح، هاتوا لنا النصوص الأخرى؟ لا جواب، إنما هي إطلاقات هلامية واتباع للهوى. فنحن عندما نقول الشبهات العقلية إنما نستخدم اصطلاحًا تعارف عليه الناس، وإلا فهي هوى متبع، أما العقل فهو يقود إلى اتباع النقل وللإذعان لحكم الله تعالى.
فنقول هنا إخواني، هذه الطريقة فيها رد لحكم الله ورسوله. فالإسلام مبني على التسليم والخضوع التام لأحكام الله تعالى، ثقة ويقينا وإيمانًا بأنه {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216] . الإسلام مبني على أنك تفعل الشيء مخالفًا لهواك وعقلك ثقة ويقينًا بعلم الله وحكمته ورحمته.
الرد على النصوص الشرعية بالشبه العقلية هو عدم احترام لها، وعدم توقير لها، إذ ليس التوقير بتقبيل القرآن وتعليق آياته زينة في البيوت، قال الله تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا} [النور: 51] . إذًا فمن ادعى الإيمان فليس له إلا هذا الرد.