بغض النظر عن ذلك كله، ألسنا نتفق على أن الحكم بغير ما أنزل الله حرام على الأقل، وبكل أشكاله؟ هل يقبل الإسلاميون أن يقولوا هذه العبارة:"نريد أن نحكم بغير ما أنزل الله لفترة من الزمن"؟! هل هناك آية تثني عليهم حينئذ؟ هل هناك آية تقول: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم المحسنون، أو فأولئك هم المفلحون، أو فأولئك هم المعذورون؟
هل الحكم بغير ما أنزل الله كان حرامًا على الأنظمة البائدة ثم أصبح حلالا للإسلاميين لأن قصدهم شريف؟! ولأن نواياهم طيبة؟! ولأنهم في المقابل يحكمون بشيء مما أنزل الله؟
أليس منهم من كان ينادي بأن من حكم بغير ما أنزل الله فهو طاغوت جعل نفسه مشرعا ليتخذه الناس أربابا من دون الله؟ إن حكم الإسلاميون بغير ما أنزل الله مرحليا بنسبة مئوية معينة فما الذي يعفيهم من هذه الأوصاف؟ هل النية الطيبة وبعض الشريعة الذي يحكمون به، والتوجه العام تجاه الشريعة، هل هذا كله في أصول الشريعة -هل هذا كله كاف في أن يعفيهم؟
-إذن إخواني عندما نسمع هذه العبارة"نريد أن نتدرج في تطبيق الشريعة"دعونا نفهم معناها ولوازمها. لا تختلف أبدًا عن عبارة: (نريد أن نحكم بغير ما أنزل الله لفترة من الزمن نقدرها نحن بناء على المعطيات) .
الخلاصة من هذه الحلقة: القول بالتدرج في تطبيق الشريعة معناه الحكم بغير ما أنزل الله.
والسلام عليكم ورحمة الله.