الصفحة 99 من 200

مظعون وهذا شهد بدرًا وهذا شهد بدرًا، وهذا أوَّل فأخطأ وهذا أوَّل فأخطأ، لماذا عاقب عمر قدامة بن مظعون ولم يعاقب الرسول -صلى الله عليه وسلم- الصحابي حاطب بن أبي بلتعة؟

سابعًا: سأتكلم معكم أيضًا عن خلاصة القول في موضوع الصحابي حاطب بن أبي بلتعة، وصفوة القول في كل الموضوع، وما هو المانع من تكفيره، ولماذا لم يكفره الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟

ثامنًا: أريد أن أوضح لأن هذه قاعدة مهمة جدًا في كثير من قواعد التكفير فلا بد أن نرد عليها، وهي أنه (لا تكفير بالموالاة الظاهرة إلا أن تقارنها موالاة قلبية) هذه الشبهة سنرد عليها -إن شاء الله- ونبين فساد هذا القول، وأنه موجود قديمًا أيضًا ورد عليه العلماء.

نبدأ الآن في أولًا: هل قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأهل بدر (افعلوا ما شئتم) هل هذا هو المانع من كفر حاطب لأنه شهد بدرًا؟

لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يُوحى إليه {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} فهو يقول شهد بدرًا إذًا فمعناها أن هذا هو المانع من تكفيره. الذين قالوا ذلك هذه هي حجتهم حتى يتخلصوا من هذه المسألة أن هذه العبارة تدل على أنه والاهم موالاة ظاهرة وأفشى سر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقدوم الجيش إليهم في مكة والرسول قال: (افعلوا ما شئتم) وهو فعل، فهذا هو المانع من كفر حاطب.

هذا الكلام مردود، وهذا كلام في غاية الخطأ؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- قال عن أنبياءه وصفوة خلقه من الأنبياء والمرسلين مثلًا في سورة الأنعام: {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [آية رقم 88 من سورة الأنعام] ، هو يتكلم عن أنبياء الله، عن رسل الله {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ؛ كل الأعمال الخيرة للأنبياء تحبط كأن لم تكن. ويقول الله لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء في سورة الزمر: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} هؤلاء أنبياء مرسلون، هؤلاء لو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون وكانوا من الخاسرين.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام