مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ؛ إذًا إبراهيم القدوة الذين تقولون نحن أحفاد إبراهيم تبرأ من أبيه وتبرأ من قومه وتبرأ من كل هؤلاء جميعًا، هذا هو القدوة الذي تقتدون به، يا ليتكم اقتديتم بإبراهيم!
{وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} هذا هو إبراهيم الذي تحتجون به في مسألة الولاية.
ولاحظوا حتى في قوله تعالى في [سورة الكهف آية رقم عشرين] عندما قال تعالى: {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا} الشاهد هنا في مسألة الموالاة والمعاداة إن يظهروا عليكم يغلبوا عليكم لأن الكافر إذا غلب عليك تكون النتيجة {يَرْجُمُوكُمْ} محاكم عسكرية، يسجنونكم، أو {يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ} يفتنونكم عن دينكم، تكفرون بدينكم، تعلموا تراجعات ومراجعات عن الإيمان، أنا أستغرب من الذين تراجعوا، تراجعوا عن ماذا؟ يعني هل الحكومات الحالية صارت ما شاء الله جيدة؟ هم تراجعوا مع نفس الحكومة التي عذبتهم في دينهم؟! مع نفس الحكومة الفاجرة المجرمة الخارجة عن شرع الله التي كانت تُعبِّد الناس إلى الطاغوت وإلى الشيطان والتي نشرت الفحشاء واستحلال الربا والمحرمات وعبدت الناس إلى قوانين ما أنزل الله بها من سلطان، تراجعوا فيها! يعني تراجعتم على ماذا؟ هل أسلم الرجل؟ هل حكموا بالشريعة حتى تتراجعوا؟!
هل صار جند حسني المخلوع هذا صاروا جندًا مثلًا لعمر بن الخطاب، وصاروا جند الإسلام وحماة الإسلام؟! وهل أمن الدولة تغيرت بعد ذلك التي كانت تستبيح الحرمات وتستبيح الأعراض وتستبيح الغلمان والأطفال واللواط والسحاق، كل ما تتخيله من جرائم ارتكبوها والتهم التي لفقوها؟! ورغم ذلك واليتموهم وأثنيتم عليهم وظاهرتموهم بل إن أحمد رأفت -مدير مباحث أمن الدولة- عندما هلك قبيل الثورة تغنوا فيه! قالوا شعرًا فيه! هذا الذي دمَّر إخوانهم وقتلهم واستباح أعراضهم وهذا الذي كان يعذبهم لدينهم ورغم ذلك فإنهم تراجعوا! إذًا