الصفحة 62 من 200

عنها إن شاء الله فيما بعد في محاضرة أخرى- أي الاستثناء الواحد وهو التقية من الظالم، يعني لضرورة وللاضطرار في حالات معينة سنتكلم عنها -إن شاء الله-.

والله -سبحانه وتعالى- يقول: {فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} انظر إلى هذا التحذير الشديد،"فتمسكم النار أي تحرقكم بمخالطتهم ومصاحبتهم وممالأتهم على إعراضهم وموافقتهم في أمورهم". -الناس في زماننا الآن يستخفون بصحبة الظالمين، وبصحبة المعاندين للإسلام، بل بصحبة المستهزئين!! يصاحبه ولا يمنع ذلك أن يكون أكيله وشريبه، فتجد الناس يصاحبون هؤلاء، يقول هذا أخي في البرلمان! وهذا أخي في مجلس الشورى! وهذا أخي في الجمعية التأسيسية! وتجد هؤلاء من المعاندين ومنهم من النصارى ومنهم من الكفار ومنهم من الذين لا علاقة لهم، يعني من أشد الناس عداوة ورغم ذلك لا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وحبيبه وقريبه ويواده، ويقول: اختلاف الرأي لا يفسد في الود قضية!! طبعًا هذا كلام باطل ولا يجوز أن يُقال، هذه عقيدة، واحد يحارب الشريعة تقول اختلاف في الرأي! لا، هذا يفسد.

الاختلاف في العقيدة يفسد العلاقة، ويفسد المودة، وهذه تستوجب القطيعة، وتستوجب المعاداة، وتستوجب أن أعادي هذا المجرم وأشنع به، وأن أجرحه. أنت تعتبر الشريعة مجرد رأي؟! ولذلك تواليه وتعينه؟ بعضهم يقول:"نحن نكوّن أحلاف"حلف إسلامي مع علماني .. الخ، أحلاف يعني موالاة، يوالون بعضهم، وهذه الموالاة فيها المعين والمناصر والقريب والمودة والمحبة، وكل هذا محظور شرعًا وغير جائز؛ لأن الموالاة المحرمة -كما قلت لكم- من معانيها أن تُصرف لغير الله، أي تُصرف المناصرة والحب والود والقرب، كل هذا يُصرف لغير الله فهو حرام.

الدليل الآخر وهو الدليل الثاني عشر -نحن نصنفه كترتيب للآيات- قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام