الولاء يُطلق على عدة معانٍ: منها المحبة، والنصر، والاتباع، والقرب من الشيء، والدنو منه.
والبراء يُطلق على عدة معانٍ أيضًا منها: البعد، التنزه، التخلص، العداوة.
هذه معاني الولاء والبراء لغة.
-النقطة الثانية: تعريف الولاء والبراء شرعًا.
عرّف العلماء الولاء تعريفات كثيرة من ضمنها -كلها قريبة أيضًا من أصل المعنى اللغوي في اللغة العربية عند العرب-، فبالمعنى الاصطلاحي الشرعي الوِلاية، وإذا قلنا الوِلاية أو الوَلاية بعض العلماء لا يفرق بين الوِلاية والوَلاية من الناحية الشرعية.
الوِلاية: هي النصرة والمحبة والإكرام والاحترام والكون مع المحبوبين ظاهرًا، قال تعالى: {اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} ؛ فموالاة الكفار تعني التقرب إليهم، وإظهار الود لهم بالأقوال والأفعال والنوايا. الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور؛ فهو ناصرهم وهو حبيبهم وهو أقرب إليهم فهم في حِلفه، أما الكفار فأولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور على الظلمات؛ لأنهم حلفاؤهم وأحبابهم وهم نصراؤهم وهم أهل الود لهم.
فمعنى ذلك أن موالاة الكفار تعني: التقرب إليهم وإظهار الود لهم بالأقوال والأفعال والنوايا، والولاية أيضًا هي النصرة والمحبة والإكرام والاحترام مع المحبوبين ظاهرًا وباطنًا.
أما البراء: هو البعد والخلاص والعداوة بعد الإعذار والإنذار.
لذلك فإن شيخ الإسلام بن تيمية في كتابه (الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان) قال قولًا جامعًا في تعريف الولاية من الناحية الشرعية، قال:"والولاية ضد العداوة، وأصل الولاية المحبة والقرب، وأصل العداوة -أي"