الصفحة 24 من 200

وهذا الذي سنستعرضه فيما بعد -إن شاء الله- من الأدلة، لكن أردت أن أدخل هذا المدخل، وهو التأكيد على أن الموالاة والمعاداة أمر رباني، أن معاداة الكفار والمشركين من أوجب الواجبات بعد التوحيد.

-تعريف الولاء والبراء لغة:

ستجدون في قواميس اللغة العربية المعاني متقاربة، وشبه إجماع بين علماء اللغة على تعاريف متقاربة لمسألة الولاء، لا يوجد أحد شذّ في هذا تقريبًا.

والذي جمع هذه التعاريف لعدة معانٍ في (لسان العرب) العلّامة ابن منظور عندما نقل عن ابن الأعرابي معنى الموالاة، قال:"أن يتشاجر اثنان فيدخل ثالث بينهما للصلح، ويكون له في أحدهما هوى فيواليه أو يحابيه"، فالموالاة جاءت من هنا؛ ثلاثة أو اثنان يتشاجران وواحد يدخل بينهما لكنه يميل، له هوى، يحب هذا الشخص فيميل إليه فيواليه أو يحابيه،"ولذلك: فوالى فلان فلانًا إذا أحبه".

لكن عند العرب في اللغة العربية ستجدون أن هذا الاسم"الولي"أو"المولى"يشمل عدة معانٍ؛ قد يُطلق على الرب فهو مولانا، ويُطلق على المالك، ويُطلق على السيد وعلى المنعِم، وعلى المعتِق وعلى الناصر وعلى المحب، ويُطلق أيضًا على التابع، وعلى الجار وابن العم عند العرب، وعلى الحليف، ويُطلق على الصهر، ويُطلق أيضًا على العبد هذا مولاي أي عبدي، والله مولانا يعني سيدنا، وأيضًا يُطلق على المعتَق، وعلى المنعَم عليه.

لكن هذه الأسماء كما يقول ابن منظور: تختلف مصادرها؛ فأحيانًا الناس يقولون: الوَلَاية بفتح الواو، وأحيانًا يقولون الوِلاية، فالوَلاية بالفتح في النسب والنصرة والعتق، والوِلاية بالكسر يعني أعطاه وِلاية يعني إمارة، والولاء في العتق، والموالاة من ولي القوم، قال البعض: الولي هو الصديق النصير، والولي هو المحب، كل هذه المعاني ستجدونها تدور حول معاني القرب، هذا من الناحية اللغوية.

أيضًا الموالاة ضد المعاداة، والولي ضد العدو، وتولاه اتخذه وليًا، ولكن بين هؤلاء جميعًا كلمة الولي تدل على القرب والدنو أيضًا. هذا في تعريف الولي أو المولى، فكلها تدور في معنى المحب الناصر التابع القرب الدنو، هذه

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام