الصفحة 183 من 200

الناس صارت ترضى بحكمهم، وهذا من الآثار السيئة لهذه الموالاة، أنك ترضى بحكم هذا العدو. فالعدو هو الدستور هذا المحارب لله، العدو هو هذا القانون الذي يفتئت على حق الله ويحارب القرآن ويحارب السنة، والذي يحرسه والذي يحكم به أو الذي شرعه من قبل والذي رضي ربه كل هؤلاء راضون بحكمه. فهذه مفسدة عظيمة مترتبة على هذا الحكم، أنك ترضى بحكم هذه القوانين التي اخترعها لنا النصارى واليهود والصليبيون وكل من هب ودب والملاحدة!

فالرضا بالحكم مفسدة عظيمة من مفاسد الولاء والبراء، ولذلك العلماء لهم كلام شديد جدًا في هذه المسألة. تكفي هذه الآية التي قلناها في سورة النساء: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آَمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا، وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا} فأي مفسدة أعظم من هذه المفاسد؟! مفسدة الرضا بحكم هؤلاء.

يقولون: القضاء شامخ! شامخ في الباطل؟ شامخ في الكفر؟ شامخ في الردة؟ شامخ في محاربة الله -سبحانه وتعالى- ومحاربة الشريعة؟ كيف تقول لي شامخ وفي أي شيء.

خرج لك بعض القضاة عندهم نزاهة ووطنية، نعم عندكم بهذا المفهوم هو جيد أفضل من هذا المرتشي المجرم، ولكنهم في حكم الشرع سواء. فهذا راضٍ بالحكم بغير ما أنزل الله وهذا راض بالحكم بغير ما أنزل الله. هذا يحكم بهذا التشريع الذي يحكم به وهو يعلم أنه مخالف للشريعة، ورغم ذلك يقول لك القضاء الشامخ والقضاء الذي لا يُرد!

الله يقول: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} إذا كنتم تحبون الله فاتبعوه ولا تتبعوا هؤلاء القضاة. القضاة هؤلاء يجب أن يُعلن لهم على الملأ أنهم يجب أن يتوبوا توبة جماعية ويعلنوا توبتهم بدل هذا الاستعراض! والناس تقدسهم زيادة عن اللازم بسبب من؟ بسبب تمييع العلماء، لأن العلماء هم الذين

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام