يصدون الناس عن سبيل الله، والأشياء غالية جدًا، ويعاملونهم كأجانب. من الذين يستطيع أن ينفق مثل هذه النفقات ويذهب إلى هذه البلاد أصلًا. فيذهبوا إلى بلاد أسهل حالًا مثل مصر مثلًا، يذهبون إلى مصر ويستسهلونها، لكن قديمًا كان أمن الدولة يراقبهم وكان أحيانًا يرحلهم مثل بعض الشباب نزل يتعلم في الأزهر فرحلوه إلى فرنسا مرة أخرى مع أنه فرّ من فرنسا، فيرجعونه إلى فرنسا مرة أخرى!.
بل إن منهم من ذهب لطلب العلم فاتهموهم أنهم يريدون أن يذهبوا إلى فلسطين وقبضوا عليهم ورحلوهم أيضًا فرنسا، وبعضهم قبضوا عليهم ورحلوهم إلى بريطانيا، وسجنوهم خمس سنوات، يعني تخيل هذه الحكومات المجرمة! الناس تحب ترحل إلى بلاد المسلمين لكنها تجد عقبات شديدة أمام هؤلاء.
إذًا الواقع أمامنا والنازلة أمامنا تختلف عن القديم؛ الناس كانت قديمًا كان سهل التنقل وسهل الترحال ولا توجد مثل هذه العقبات، ولا توجد مثل وثائق السفر المعقدة هذه، ولا توجد المراقبة هذه الأمنية بهذه الطريقة الصارمة، فإذًا يجب على الذي يفتي في مثل هذه النوازل أو يتكلم في قضايا التكفير في هذه النوازل أن يلم بالمسألة الواقعية، وفقه الواقع وما يحدث فيه من النوازل والتغيرات، ولا يأتيني بفتوى للشيخ أحمد شاكر أو فتوى الشيخ رشيد رضا -رحمة الله عليهم جميعًا- ويلصقها مرة واحدة هكذا! لا، لا بد أن تنظر وتبحث، ربما يكون الرجل مضطرًا أو لاجئًا أو كذا، انظر وتكلم معه، واستفصل واستفسر ما الذي يبقيك هنا؟ ربما يكون عنده عائق، ربما حدث كذا وكذا.
نحن نتمنى جميعًا أن يحسِّن الله -سبحانه وتعالى- ويغيّر أحوال المسلمين وتقوم دولة إسلامية ويجب على المسلمين الهجرة في هذه الحالة، ولكن حتى هذه الحالة لا توجد في العالم الإسلامية دولة إسلامية تحكم بالشريعة. نقول للناس نعم اذهبوا على الأقل عيشوا مع المسلمين رغم عُجرهم وبُجرهم، ورغم شكاية كثير من الناس من سوء أحوال المسلمين، وأنهم ينصبون على الأجانب، وفي بعض البلاد العربية يذهب هؤلاء يشتكون يقولون يكذبون علينا وينصبون علينا في الأموال، يعني يغشونهم. فهذا يتعب الناس، ويصدونهم عن سبيل الله. فنحن ننصح الناس بالذهاب وحتى إذا كنت لا تستطيع العيش فاعمل هنا في مثل هذه البلاد كعامل مهندس