زوجته لضياع العقد، وما إسهاماته في التخفيف عنها، فتكون الحكمة المحمدية بحبس الجيش للبحث عن العقد، رسالة منه إلى الرجال أجمع عن عظيم حق النساء عليهم، وأن مسؤولية المرأة يشترك في تحملها الكثير من الرجال، وفي الحديث استحضار آثار الابتلاءات الفردية والجماعية، والاعتبار بها، وما يترتب عليها، إنك تلمح مشاعر الحسرة والقلق تهز كيان الجارية حينما أضاعت عقدًا استعارته من أختها!!.
وتلمح الشعور بالضعف، والضيق والاضطراب الذي طوق الركب ورجال العسكر .. لا تحبسهم من أجل عقد زهيد لا تربو قيمته على اثني عشر درهمًا .. مع معاناة وعثاء السفر، ومشقة الرحلة، وأنهم ليسوا على ماء .. وليس معهم ماء، فعظم الأمر عليهم؛ لما تقرر عندهم من شرطية الوضوء ووجوبه عليهم.
وتمضي الساعات الحرجة ما بين ملتمس للعقد، ومرتقب للماء؛ لتهب نسمات الفرج الرخية مع تباشير الصبح الندية، وتجد عائشة رضي الله عنها عقدها أقرب ما يكون إليها، تحت بعيرها الذي كانت تركبه. وتنزل آيات الرخصة في ذروة الحاجة إليها؛ ليستبشر بها الصحابة، والأمة بأسرها، فتأمل كيف صارت البلية نعمة أبدية، والمحنة منحة ربانية!! وآل أمر القلادة التي سخطها الناس، وتبرموا منها إلى بركة ويسر.