الصفحة 21 من 34

جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [1] . وقال مطرف بن عبد الله بن الشخير:"أنصح عباد الله للمؤمنين الملائكة، ثم تلا هذه الآية: {رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ} . وأغش عباد الله للمؤمنين الشياطين، {وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ} . أي: فعلها أو وبالها ممن وقعت منه. {وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ} . أي: يوم القيامة. {فَقَدْ رَحِمْتَهُ} أي: لطفت به ونجيته من العقوبة [2] ، ومع عظيم فضل الطائعين، إلا أن عقوبة العاصين شنيعة حين يكف الملائكة عن الدعاء لهم والاستغفار، فتأمل."

12 -المعصية تطفئ في القلب تعظيم الرب، وتنسي العبد ربه. قال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [3] .

وعظ الله المؤمنين بألا يتركوا أمره ونهيه، كاليهود ويوحدوه في السر والعلانية ولا يكونوا في المعصية كالمنافقين، فقال: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ} يعني تركوا أمر الله تعالى. {فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} . يعني خذلهم الله تعالى، حتى تركوا حظ أنفسهم أن يقدموا خيرًا لها. {أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} يعني العاصين.

(1) سورة غافر: 8.

(2) تفسير ابن كثير (4/ 73) .

(3) سورة الحشر: 19.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام