ويقول تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ} أي: تركوا ذكر الله وما أمرهم به.
{فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} يعني فترك ذكرهم بالرحمة والتوفيق.
وقيل: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ} . يعني تركوا عهد الله ونبذوا كتابه وراء ظهورهم {فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} . يعني أنساهم حالهم حتى لم يعملوا لأنفسهم ولم يقدموا لها خيرًا. {أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} فاحذر أيها المؤمن وأنت تؤمن بالمهيمن سبحانه أن يراك وأنت تعصيه.
وبعد هذا .. إذا علمنا أن الله مطلع على أعمالنا، بيده أرزاقنا، يعلم ما تكنه صدورنا، توجب علينا إصلاح البواطن قبل إصلاح الظواهر، وطاعته والانقياد لأمره، والله لا يرد عبدًا أقبل عليه، قال النبي - صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: «أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إليَّ شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إليَّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة» [2] ، فراقب المهيمن سبحانه في
(1) راجع للاستزادة الجواب الكافي.
(2) متفق عليه، أخرجه البخاري (6970) واللفظ له، ومسلم (2675) .