وكثير من الناس كانوا أهل طاعة وعبادة وعلم، ثم تراهم بغتة وقد سحبتهم الذنوب وجرفتهم المعاصي إلى واد سحيق فجهلوا بعد علم، وضلوا بعد هدى ولا حول ولا قوة إلا بالله.
2 -حرمان الرزق، فما دام العبد يؤمن بأن الله هو المهيمن، العالم بجميع أحواله، الشهيد على كل أفعاله، المطلع على خفاياه، وعلم أن رزقه بيد ربه تعالى، فليحذر من معصيته ومخالفة شرعه، فإن أعظم الرزق الطاعة، ومن حرم الطاعة حرم الخير كله، وإن أعظم الحرمان هو حرمان لذة العبادة، وأعظم مصيبة يصاب بها العبد مصيبة الأديان.
عن أبي بكر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «سلوا الله العفو والعافية، فإن أحدًا لم يعط بعد اليقين خيرًا من العافية» [1] ، وفي الحديث عن ثوبان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «لا يزيد في العمر إلا البر، ولا يرد القدر إلا الدعاء، وإن العبد ليحرم الرزق بالخطيئة يعلمها» [2] .
3 -وحشة يجدها العاصي بينه وبين الله، لا توازنها لذة أصلاً. ولو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها. قال
(1) رواه الترمذي في السنن (3558) بهذا اللفظ، والنسائي في الكبرى (10717) ، وابن ماجة في سننه (3849) ، وصححه الألباني.
(2) رواه ابن ماجة (90) (4022) وقال الشيخ الألباني: حسن دون قوله وإن الرجل، وضعفه في ضعيف الجامع (6349) .