جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا [1] ، قال تعالى: {فَلَا تَقْعُدُوا} فمجرد القعود يجعلك منهم، قال ابن كثير رحمه الله:"أي إذا ارتكبتم النهي بعد وصوله إليكم، ورضيتم بالجلوس معهم، في المكان الذي يكفر فيه بآيات الله، ويستهزأ وينتقص بها، وأقررتموهم على ذلك، فقد شاركتموهم في الذي هم فيه. فلهذا قال الله تعالى: {إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ} في المآثم، كما جاء في الحديث «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يقعد على مائدة يدار عليها الخمر» [2] [3] ."
5 -المعصية تضعف إرادة الخير. فليست المعصية آخر الخطوات، بل هي أولى الخطوات.
وإذا تأملت قصة يوسف - عليه السلام -، لما قرر إخوته أن يلقوه في غيابة الجب، أتى إليهم الشيطان، مزينًا لهم الفعل، وقال لهم: {وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ} [4] ، قال لهم: ستكونون أصلح الناس!! فكانت تلك المعصية ومن بعدها سلسلة معاصي متوالية، وقع فيها إخوة
(1) سورة النساء: 140.
(2) رواه النسائي في الكبرى (6741) ، والبيهقي في الكبرى (14326) ، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6506) .
(3) تفسير ابن كثير (1/ 567 - 568) .
(4) سورة يوسف: 9.