الصفحة 20 من 34

قال ابن كثير رحمه الله: وقولهم {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا} أي: رحمتك تسع ذنوبهم وخطاياهم، وعلمك محيط بجميع أعمالهم وأقوالهم وحركاتهم وسكناتهم. {فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ} أي: فاصفح عن المسيئين إذا تابوا وأنابوا وأقلعوا، عن ما كانوا فيه واتبعوا ما أمرتهم به، من فعل الخيرات وترك المنكرات، {وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} أي: وزحزحهم عن عذاب الجحيم وهو العذاب الموجع الأليم {رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ} أي: اجمع بينهم وبينهم لتقر بذلك أعينهم بالاجتماع في منازل متجاورة، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [1] . أي: ساوينا بين الكل في المنزلة؛ لتقر أعينهم، وما نقصنا العالي حتى يساوي الداني، بل رفعنا ناقص العمل، فساويناه بكثير العمل تفضلاً منا ومنة، وقال سعيد بن جبير رحمه الله:"إن المؤمن إذا دخل الجنة يسأل عن أبيه وابنه وأخيه أين هم؟، فيقال: إنهم لم يبلغوا طبقتك في العمل، فيقول إني عملت لي ولهم، فيلحقون به في الدرجة، ثم تلا سعيد بن جبير رحمه الله هذه الآية: رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ"

(1) سورة الطور: 21.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام