الصفحة 19 من 34

بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ * رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [1] .

يخبر الله تعالى عن الملائكة المقربين - حملة العرش وهم أقرب الملائكة لله - ومن حوله بأنهم {يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} [2] ، أي: يقرنون بين التسبيح الدال على نفي النقائص، والتحميد المقتضي لإثبات صفات المدح، وأنهم {وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا} [3] أي: من أهل الأرض ممن آمن بالغيب، فقيض الله سبحانه ملائكته المقربين أن يدعوا للمؤمنين بظهر الغيب، ودعاء الملائكة مجاب، ولما كان هذا من سجايا الملائكة، كانوا يؤمنون على دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب، ففي الحديث الصحيح عن أبي الدرداء - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك: ولك بمثل» [4] .

(1) سورة غافر، الآيات: 7 - 9.

(2) سورة الزمر، الآية: 75.

(3) سورة غافر، الآية: 7.

(4) أخرجه مسلم (2732) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام