* وفيه بيان حال خيار هذه الأمة، وحال نبيهم في تلك الشدة، فقد استثقل الناس ما حلَّ بهم، حتى شكوا أمرهم إلى أبي بكر - رضي الله عنه - الذي ضاق ذرعًا، وأسى من صنيع ابنته ... فأتاها معاتبًا ومؤدبًا قالت: «فعاتبني أبو بكر، وقال ما شاء الله أن يقول» . ومما قاله لها كما في رواية: «في كل مرة تكونين عناء» هذا شأن الناس، فما شأن نبيهم - صلى الله عليه وسلم -؟!
لقد تحمل أمرها بصدر رحب، وحكمة بالغة، إن ما أشغل الركب، لا يكاد يكون شيئًا في التاريخ النبوي الحافل بالمتاعب، وحينما يعتريه الأمر، يقضي فيه بحكمة، وصبر، ثم يستلقي بذهنه المكدود، وجسمه المهدود على فخذ عائشة رضي الله عنها وينام قرير العين حتى يصبح، ليظفر بالخيرين: آية التيمم، والقلادة. وتعجب حين ترى الاحترام المتبادل بين الزوجين، فها هي الفتاة ذات الخمسة عشر خريفًا تقدر الزوج الذي ينام على فخذها، فلا تتحرك مع طعن أبيها لها في خاصرتها كراهية أن تؤذيه، زوج يحتبس لأجل زوجته، وزوجة لا تتحرك تقديرًا لزوجها، ما أعظمها من حياة مبنية على التواد، أما آن الأوان إلى نقل السيرة من بطون الكتب إلى حياة يعيشها الناس.
وعليك أن تستشعر معنى اسم الله المهيمن في هذه القصة، إنه القائم سبحانه على خلقه بأرزاقهم وقد علم