أن هذا الرزق لا يحصل إلا بهذا الابتلاء فقدره، فتأمل.
2 -وعن عائشة رضي الله عنها أن وليدًا كانت سوداء لحي من العرب فأعتقوها فكانت معهم قالت: فخرجت صبية لهم عليها وشاح أحمر من سيور، قالت: فوضعته أو وقع منها فمرت به حُدَيَّاة وهو ملق فحسبته لحما فخطفته قالت: فالتمسوها فلم يجدوه، قالت: فاتهموني به قالت فطفقوا يفتشون حتى فتشوا قبلها، قالت: والله إني لقائمة معهم إذ مرت الحدياة فألقته، قالت: فوقع بينهم، قالت فقلت: هذا الذي اتهمتموني به زعمتم وأنا منه بريئة وهو ذا هو، قالت: فجاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلمت قالت عائشة رضي الله عنها: فكان لها خباء في المسجد أو خفش قالت: فكانت تأتيني فتحدث عندي، قالت: فلا تجلس عندي مجلسًا إلا قالت:
ويوم الوشاح من أعاجيب ربنا
ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني
قالت عائشة رضي الله عنها: فقلت لها: ما شأنك لا تقعدين معي مقعدًا إلا قلت هذا!! قالت فحدثتني بهذا الحديث [1] .
وتأمل ما حدث في بيت من بيوتات العرب نشأت هذه الوليد السوداء أمة أمينة تقوم بحوائج البيت من
(1) أخرجه البخاري (428) .