الصفحة 28 من 34

التنظيف والخدمة، مما حدى بأرباب البيت بعد إعجابهم الشديد بما امتازت به من نبيل الأخلاق، وحسن المعاملة أن يكافئوها بالعتق، والشعور بالحرية التي لا يدرك قيمتها إلا من فقدها، ومع ذلك تختار هذه الأمة المكث عند أسيادها بعد عتقها لأن محبتهم تضرب بأطنابها في القلب ولن تختار عليهم أحدًا من العالمين، وتمضي الليالي والأيام وتشب إحدى فتيات المنزل حتى يكون يوم عرسها فتحتاج لمزيد من العناية والاهتمام في الهيئة والهندام، فتلبس وشاحًا أحمر قد رصع باللآلئ والودع، وتريد العروس أن تدخل إلى المغتسل فتضع وشاحها الأحمر، وتأتي حدياة - نوع من أنواع الطيور - فتلمح هذا الوشاح ملق على الأرض وبياض اللؤلؤ على حمرة الجلد صيرته كاللحم السمين، فرحت الحدياة لظفرها بوجبة شهية دسمة، وخرجت العروس من مغتسلها لتتفاجأ بفقدان وشاحها، جالت الشكوك في خواطر أهل البيت، وأشاروا بأصابع التهم إلى الوليدة السوداء، ولإقامة الحجة والبرهان على سرقة الأمة بدؤوا بعملية التفتيش، وبدأ تجريد ملابسها حتى وصلوا إلى قبلها ففتشوه، مخافة أن تكون قد خبأت الوشاح فيه، والوليد تنظر إليهم وقد علاها من الكرب ما لا يعلمه إلا الله، إذ كيف تتهم في أمانتها وهي تربية أيديهم، وفي وسط رباعهم، ولم يعهدوا عليها إلا كل خير، وفي

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام