صنعت عائشة أقامت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس ليسوا على ماء وليس معهم ماء، فجاء أبو بكر - رضي الله عنه - ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضع رأسه على فخذي قد نام، فقال: حبست رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس ليسوا على ماء وليس معهم ماء، فقالت عائشة رضي الله عنها: فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي، فما يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فخذي، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أصبح على غير ماء، فأنزل الله عز وجل آية التيمم فتيمموا، فقال أسيد بن الحضير - رضي الله عنه - ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر، قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته [1] .
ولك أن تتأمل معي هذا النموذج له، وهو في سفره، والسفر مظنة التعب، وتغير الأحوال الإنسانية.
تخبره زوجته وهو القائد المطاع المحبوب لدى أتباعه بضياع عقد لها قد استعارته من أختها أسماء، فيتراءى في خاطره أمران: الأمانة التي طالما حدث أصحابه عنها، لأن القضية الآن أكبر من عقد زهيد، إنها تربية على حفظ الأمانات وردها لأصحابها، وتربية الموقف أبلغ من تربية الأقوال، فهل يفقه المربون هذه اللفتة النبوية؟ والأمر الآخر الحالة النفسية التي تعيشها
(1) متفق عليه، أخرجه البخاري (327) (3469) (4331) ، ومسلم (367) .