بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولصلاة والسلام على سيدنا محمد أفضل الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فإن علماء الإسلام قد برعوا في الدفاع عن الدين، أحياناً بالبيان وأحيانا بالهجوم على المخالفين ونقض قواعدهم التي يرتكزون عليها، ولهذا تعددت مؤلفاتهم وتنوعت أساليبهم.
ومن العلوم التي برع علماؤنا فيها علم الكلام، وهو علم الدفاع عن العقائد الإيمانية بالأدلة القطعية نقلية أو عقلية.
وقد جعلوا هذا العلم حاوياً لشتى المقدمات والمعارف الممهدة لدفاع عن الدين، وتقرير أصوله ومبانيه.
ولما كانت الشبهات لا تنتهي من أوهام الناس، فقد كان الاهتمام بهذا العلم الجليل من أوجب الواجبات، وأولاها، وصار بحيث لا تنتفي الحاجة إليه على مر الأزمان. واشتغل به الفحول من علماء الإسلام، كالإمام الأشعري والباقلاني والجويني وابن فورك والغزالي والرازي والكاتبي والأرموي والبيضاوي وعضد الدين ولإيجي والسعد التفتازاني والشريف الجرجاني، وغيرهم كثير.
التعريف بالدين:
لقد صاغ العلماء للدين تعريفات عديدة، ولكن أحسن التعريفات التي رأيتها ما اشتهر عند علماء الكلام، وقد ذكره العديد منهم في كتبهم واعتمدوه، كالإمام ابن همام، والشريف الجرجاني، وأكثر المتأخرين ممن هم في طبقة العلامة