الصفحة 86 من 153

لقد تقدّم معنا أدلة كثيرة تدل على كفر من يحكم بغير ما أنزل الله، وإن مرجئة العصر دائما وأبدا يستدلون بالقول المنسوب لابن عباس: ليس الكفر الذي تذهبون إليه في تفسير قوله تعالى {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} ، وكأنه لا يوجد دليل على كفر الطواغيت إلا هذه الآية الكريمة، والجواب عن هذا من وجهين:

الوجه الأول: على فرض ثبوته عن ابن عباس فليس معناه الكفر العملي، ولكن معناه أن الكفر الاعتقادي مراتب، فالحكم بغير ما أنزل الله - وإن كان كفرا أكبر - لكن الكفر بالله واليوم الآخر أشد منه.

وله محمل آخر: وهو أن هذا في القضايا التركية كما تقدم عن بعض أهل العلم فقد فرّقوا بين المقرر المثبت لشرع الله الملتزم له، المنقاد إليه بعصيانه في الواقعة ونحوها وبين من بدّل الشريعة الإسلامية السمحاء وجعل القوانين الوضعية هي المرجع، لأنه لا يستقيم أن ينسب لابن عباس رضي الله عنهما مثل هذا، وهو القائل"أراكم ستهلكون أقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون قال أبو بكر وعمر".

وفي لفظ"ما أراكم إلا سيخسف الله بكم الأرض أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقولون قال أبو بكر وعمر".

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام