إنَّ دعوة التوحيد دائما تجد من يتصدى للتنفير عنها وعن أهلها، وإنها لم تكن يوما لترضِ سلطةً على مرّ الزمان، فلا يمكن أن يتبنى هذه الدعوة شخصٌ ثم لا يجد التنكيل والعذاب والمعارضة، هذا يعلمه كلُّ من قرأ حياة الأنبياء والرسل وأتباعهم ومن سار على نهجهم، ولا نريد أن نذهبَ بعيدا بالقارئ الكريم، فهذا الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب عندما رأى الناس في جاهلية فدعاهم لخلع ما هم فيه من المعبودات، لقي من الناس الأذى والتهم الفظيعة، فلم تكن يوما هذه الدعوة مفروشة بالورد والرياحين، وإن الداعية الناصح لا بدّ أن يركّز على ما يراه من أحوال أهل زمانه، فالشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله تعالى لما رأى أهل زمانه في شرك للقباب والأولياء والصالحين، كان تركيزه على هذه الدعوة والتحذير من هذا الشرك، وإن لكل زمان شركه، فالشيطان لا ييأس فهو حريص كل الحرص على إضلال العباد، وإن مما ابتلي به الناس في هذا العصر عبادة الياسق (القوانين الوضعية) ، وقد لبّس على الناس دينهم دعاة السوء، فزخرفوا هذا الشرك وزيّنوه وهوّنوا من أمره حتى صار حاله كحال أي معصية من شرب خمر أو أكل ربا إذ