الصفحة 18 من 153

إن المرجئة غلو في إثبات الإيمان للعصاة من أهل الكبائر حتى غرَّهم الشيطان بأن إيمان أفجر الأمة وأفسقها كإيمان أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، بل كإيمان الأنبياء والرسل وجبريل، فصاح بهم علماء السنة وأعظموا عليهم النكير لما علموا من خبث طريقتهم وفساد عقيدتهم، ولا يزال الإرجاء ينخر في هذه الأمة، وإن من مرجئة هذا العصر من خرج علينا يثني الثناء العاطر على رسالة عَمّان الإلحادية!!، والآخر يثني على رئيس الدولة العلمانية (أردوغان) ويسميه خليفة المسلمين!!، وآخرهم اليوم ينوب عن الحكومة المصرية العلمانية بقيادة (السيسي) فيخاطب شعبه بالالتفاف حولها ويسميها القيادة الحكيمة ويوجب لها البيعة!!

قال الشيخ بكر أبو زيد:

"وهذا (الإرجاء) : تأخير العمل عن حقيقة الإيمان، أخطر باب لإكفار الأمة، وتهالكها في الذنوب والمعاصي والآثام، وما يترتب عليه من انحسار في مفهوم العبادة، وتمييع التوحيد العملي (توحيد الألوهية) وكان من أسوأ آثاره في عصرنا (شرك التشريع) بالخروج على شريعة رب الأرض والسماء بالقوانين الوضعية، فهذه على مقتضى هذا الإرجاء ليست كفرا."

ومعلوم أن الحكم بغير ما أنزل الله معاندة للشرع، ومكابرة لأحكامه، ومشاقة لله ورسوله" (4) ."

4 -"تحريف النصوص"مطبوع ضمن كتاب"الردود" (ص 203) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام