إن معرفة هذه المسألة وما يتعلق بها أصبحت من الضروريات هذه الأيام فقد بُلي المسلمون بهذا الشرك وأنصاره وأعوانه، ولا يتحقق التوحيد إلا بالكفر بالطاغوت، ففي هذا العصر الذي كثرت فيه الفتن وصار المعلوم من الدين بالضرورة من المشتبهات، فعليهم أن يُولوا هذه المسائل اهتماما خاصا ويُعنوا بها، فالمسألة توحيد وشرك، إيمان بالله وكفر بالطاغوت وإنَّ هذه المسألة - أعني مسألة (الأسماء والأحكام) - يتعلق بها حقوق النصرة والموالاة والمعادات والنسل والزواج والإرث، ويتعلق بها حلّ الذبيحة والدفن بعد الممات وغيره من الأحكام التي تترتب على الردة وتجري على المرتد، ونحوه من صلاة الجنازة والاستغفار، وما يتعلق بأحكام الدور.
ففيها استبانة طريق المجرمين وصفاتهم حتى يتم اجتنابه والتحذير منه والكفر بأهله وأتباعه وأنصاره، وإنَّ من لم يعرف الشر لم يعرف الخير، وقد قيل: وبضدها تتبين الأشياء.