يجب التنبّه إلى أمر خطير فإن المذهب المنتشر والسائد والرسمي لجميع الحكومات هو الإرجاء، وأكثر الناس لا تعرف إلا هذا المذهب الضال المنحرف عن شريعة الله تعالى، لأن الحكومات تريد من يرقّع لها باطلها فتقدّم مشايخ السوء فينظّرون لها ويدفعون عنها هذا الكفر بحجج ما أنزل الله بها من سلطان، وإن بعض هؤلاء المشايخ ممن يذم الإرجاء لكنه عند التطبيق في فتاواه تجده مرجئا، فإذا سئل عن الحكم بغير ما أنزل الله يكون جوابه كالتالي:
(إن كان يعتقد أن حكم الله لا يصلح، وأن حكم غيره هو الذي يصلح للناس.
أو أنه مخير إن شاء حكم بما أنزل الله، وإن شاء حكم بغير ما أنزل الله يعني استباح، هذا الشيء هذا كافر.
والحالة الثالثة: أنه إذا اعتقد أن حكم الله هو الواجب، وأنه مخطئ في تحكيمه بغير ما أنزل الله، ولكنه فعل هذا إما لشهوة في نفسه، ورغبة ينالها في هذه الدنيا، فهذا كفر دون كفر، لأنه لم يستبح تحكيم غير ما أنزل الله!!).