هذا يقوله ابن عباس فيمن يريد معارضة السنة النبوية بقولي الخليفتين الراشدين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، اللّذين قال فيهما النبي صلى الله عليه وسلم"إن يطيعوا أبا بكر وعمر يرشدوا".
وقال صلى الله عليه وسلم:"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ"فماذا يقول ابن عباس فيمن استبدل الشريعة المطهرة بآراء وأهواء واصطلاحات تُكتب في الصباح وتُنسخ في المساء؟!
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب في"المطلب الحميد" (ص 116) :
"تحكيم القوانين الوضعية بأي صورة كانت: نوع من أنواع الشرك الناقض لمعاني كلمة التوحيد واعتداء سافر على حاكمية الله وتطاول مخذول على خصائص الألوهية، فضلا عن اشتمالها على الظلم الفادح وقصورها الذي هو شأن كل عمل بشري".
وله محمل آخر: وهو أن ابن عباس قال هذا الكلام ردا على الخوارج الذين كفّروا الخليفةَ الراشد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فردّ عليهم تنزيل هذه الآية في غير محلها، وهذا واضح.
قال الشيخ أحمد شاكر في"عمدة التفسير"1/ 684:
"وهذه الآثار - عن ابن عباس وغيره - مما يلعب به المضللون في عصرنا هذا، من المنتسبين للعلم، ومن غيرهم من الجرآء على الدين: يجعلونها عذرا أو إباحية للقوانين الوثنية الموضوعة التي ضربت على بلاد الإسلام!".