وقد لبس إبليس عليهم في الدخول على السلطان، فيقول إنما ندخل لنشفع في مسلم ... فالدخول على السلاطين خطر عظيم لأن النية قد تحسن فِي أول الدخول ثم تتغير بإكرامهم وإنعامهم أو بالطمع فيهم ولا يتماسك عن مداهنتهم وترك الإنكار عليهم، وقد كان سفيان الثوري رضي الله عنه يقول: ما أخاف من إهانتهم لي إنما أخاف من إكرامهم فيميل قلبي إليهم. وقد كان علماء السلف يبعدون عن الأمراء لما يظهر من جورهم"."
هكذا كان علماء الملة يبعدون عن السلطان إذا ظهر منه جورٌ، فكيف بهؤلاء الذي بدّلوا الشريعة ويأخذون أوامرهم من سيدتهم أمريكا ومن لفّ لفها من طواغيت الأمم المتحدة!!
قال ابن الأزرق في"بدائع السلك" (ص 85) :
"إن صلاح السلطان وفساده صلاح الرعية وفسادها، ففي الحديث (صنفان من أمتي إذا صلحا صلح الناس الأمراء والعلماء) ، وعن سفيان الثوري أنه قال لأبي جعفر المنصور: إني لأعلم رجلا إن صلح صلحت الأمة وإن فسد فسدت الأمة، قال: ومن هو؟! قال: أنت".