الصفحة 32 من 153

إنك مهما بحثت هذه الأيام فلن تجد حاكما واحدا نصب على ديار المسلمين إلا وله مؤسسة دينية ضخمة تؤمن له الشرعية لتأمين انقياد الشعب له، وإن الدين هو الذي يشكل جزءا رئيسيا من تركيبة هذه الشعوب، فلهذا يحظى هذا النوع من العلماء بقرب الحكام، فهم الذين يعطونهم الفتاوى بإضفاء الشرعية عليها، وقد امتلأت منهم مجالس وموائد الحكومات، بل وانتشروا بين طبقات الناس لتشتيت المعتقدات والاختراق، فلا تخلو الفضائحيات من لقاءاتهم وفتاواهم، ولا يعترف بدار إفتاء إلا إن كانوا هم سدنتها ورأس حربتها!

ولقد عطّلوا الجهاد في سبيل الله بفتاواهم واتهموا المجاهدين بأنهم خوارج وأباحوا قتلهم، ولم ينكروا على حكامهم التحاكم إلى هيئة الأمم المتحدة (هيئة الأمم الكافرة الطاغوتية) .

قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب:

"هؤلاء الطواغيت الذين يعتقد الناس فيهم من أهل الخرج وغيرهم، مشهورون عند الخاص والعام بذلك، وأنهم يترشحون له ويأمرون به الناس، كلهم كفار مرتدون عن الإسلام، ومن جادل عنهم، أو أنكر على من كفّرهم، أو زعم أن فعلهم هذا لو كان باطلاً فلا يخرجهم إلى الكفر، فأقلّ أحوال هذا المجادل أنه فاسق لا يقبل خطه ولا شهادته، ولا يصلى خلفه، بل لا يصح دين الإسلام إلا بالبراءة من هؤلاء وتكفيرهم، كما قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} ".

"الرسائل الشخصية" (ص 188) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام