فليست القضية اعترافا بشرع الله ثم بعد ذلك قد يخالف قاض في التطبيق لهوى أو رشوة أو قرابة، وإنما القضية تنحية لدين الله بتشريع قوانين ما أنزل الله بها من سلطان، بل إذعان الناس لها، وإن منهم من يحارب لحمايتها وينكّل ويحبس ويضرب من يعارضها أو يعارض شيئا من هذه القوانين الوضعية القذرة!!
فالذي يفتي ويتكلم فعليه أن يتكلم عن الواقع الذي نعيشه اليوم من شرك حكام هذا الزمان من إحداث تشريعات تخالف شرع الله ومن استبدال لشرع الله تعالى، وما هو حكم من أطاعهم على هذا الشرك؟، ولا يلبّس على الناس دينهم، فيذهب يفصّل في مسألة الحكم بالتفصيل المعروف عند أهل إرجاء هذا العصر، قال ابن حزم في"الإحكام"2/ 144:
"وأما من ظن أن أحدا بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينسخ حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويحدث شريعة لم تكن في حياته عليه السلام فقد كفر وأشرك وحل دمه وماله ولحق بعبدة الأوثان".