فهرس الكتاب
الصفحة 190 من 196

ابن أبى طالب رضى الله عنه عن رسول صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: «ألا أدلك على خير أخلاق الأولين والآخرين؟ قال: قلت: بلى يا رسول الله! قال: «تعطى من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك» . وروى عن عمر بن «1» عبيد الله أنه قال: «ثلاث من كن فيه استكمل الإيمان: إذا غضب لم يخرجه غضبه إلى الباطل، وإذا رضى لم يخرجه رضاه عن الحق؛ وإذا قدر لم يأخذ ما ليس له» .

وقد روى عن على بن الحسين «2» رضى الله عنهما أنه خرج من المسجد فلقيه رجل فسبه، فثارت إليه العبيد والموالى، فقال على بن الحسين: «مهلا عن الرجل» . ثم أقبل عليه وقال: «ما ستر عنك من أمرنا لكثير! أ لك حاجة نعينك عليها؟» فاستحيا الرجل ورجع إلى نفسه. فألقى إليه خميصة «3» كانت عليه، وأمر له بألف درهم. فكان الرجل بعد ذلك يقول: أشهد أنك من أولاد الرسل. وقد روى عنه أيضا أنه دعا مملوكا له مرتين فلم يجبه. ثم أجابه فى الثالثة. فقال له: أ ما سمعت صوتى؟ قال: بلى! قال: فما بالك لم تجبنى؟ قال: أمنتك. قال: الحمد لله الّذي جعل مملوكى بحيث يأمننى.

وقد حكى أنه جاء غلام لأبى ذر بشاة له قد كسر رجلها، فقال له أبو ذر: من كسر رجل هذه الشاة؟ قال: أنا. قال: ولم فعلت ذلك؟ قال: عمدا لأغضبك فتضربنى فتأثم، قال أبو ذر: «لأغيظن من حضك على غيظى» فأعتقه.

وروى عنه أنه شتمه رجل؛ فقال: يا هذا! إن بينى وبين الجنة عقبة، فإن أنا جزتها فو الله ما أبالى بقولك، وإن قصرت دونها فأنا أهل لأشر مما قلت.

وروى ابن عباس عن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: «ثلاث من لم تكن فيه

(1) من المعروفين بهذا الاسم: «عمر بن عبيد الطنافسى. روى عن زياد بن علاقة والكبار، وثقه أحمد وابن معين» .

(2) على بن الحسين: زين العابدين.

(3) الخميصة: ثوب أسود أو أحمر له أعلام وفى الحديث.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام