فهرس الكتاب
الصفحة 38 من 196

أما الجملة: فهو أنه مذهب ظاهره الرفض، وباطنه الكفر المحض، ومفتتحه حصر مدارك العلوم فى قول الإمام المعصوم، وعزل العقول عن أن تكون مدركة للحق لما يعتريها من الشبهات ويتطرق إلى النظار من الاختلافات، وإيجاب لطلب الحق بطريق التعليم والتعلم، وحكم بأن المعلم المعصوم هو المستبصر، وأنه مطلع من جهة الله على جميع أسرار الشرائع، يهدى إلى الحق ويكشف عن المشكلات؛ وأن كل زمان لا بدّ فيه من إمام معصوم يرجع إليه فيما يستبهم من أمور الدين.

هذا مبدأ دعوتهم. ثم إنهم بالآخرة يظهرون ما يناقض الشرع وكأنه غاية مقصدهم، لأن سبيل دعوتهم ليس بمتعين فى فن واحد، بل يخاطبون كل فريق بما يوافق رأيه بعد أن يظفروا منهم. بالانقياد لهم والموالاة لإمامهم، فيوافقون اليهود والنصارى والمجوس «1» على جملة معتقداتهم ويقرونهم عليها، فهذه جملة المذهب.

وأما تفصيله: فيتعلق بالإلهيات، والنبوات، والإمامة، والحشر والنشر. وهذه أربعة أطراف؛ وأنا مقتصر فى كل طرف على نبذة يسيرة من حكاية مذهبهم، فإن النقل عنهم مختلف؛ وأكثر ما حكى عنهم إذا عرض عليهم أنكروه، وإذا روجع فيه الذين استجابوا لدعوتهم جحدوه.

والّذي قدمناه فى جملة مذهبهم يقتضي لا محالة أن يكون النقل عنهم مختلفا مضطربا. فإنهم لا يخاطبون الخلق بمسلك واحد، بل غرضهم الاستتباع والاحتيال، فلذلك تختلف كلمتهم ويتفاوت نقل المذهب عنهم، فإن ما حكى

(1) ولقد كان هذا الأمر ظاهرا فى التاريخ من خلال الوقائع والأحداث.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام