فهرس الكتاب
الصفحة 8 من 196

التدريس، فكنت أجاهد نفسى أن أدرس يوما واحدا تطييبا للقلوب المختلفة إلى، فكان لسانى لا ينطق بكلمة واحدة، ولا أستطيعها البتة).

قصد إلى مكة المكرمة فأدى فريضة الحج ثم أتى دمشق.

وفى دمشق عاش أكثر وقته طوال عشر سنين فى عزلة وخلوة، ومجاهدة للنفس، واشتغال بتزكيتها وتطهيرها مما علق بها من الدنيا وزخرفها وزينتها، وتصفية للقلب بالذكر الدائم، وكان اعتكافه وإقامته فى أسفل منارة المسجد الأموى، فى غرفة ضيقة صغيرة. يقضى فيها سحابة النهار

بعد هجرة وعزلة ورياضة للنفس عاد الإمام الغزالى إلى وطنه طوس بقلب جديد، وروح جديدة.

وتحت ضغط الطلب، اضطر إلى التدريس ثانية، فالعلم لا يحبس عن طالبيه؛ ولكنه عاد بروح جديدة قال عنها: ( ... وأما الآن فأدعو إلى العلم الّذي يترك به الجاه، ويعرف به سقوط مرتبة الحياة، هذا هو الآن نيتى وقصدى وأمنيتى، يعلم الله ذلك منى) .

كان لا بدّ للإمام الغزالى رحمه الله أن يوسع مدى العطاء العلمى، فعاد من طوس إلى نيسابور، وسكنها؛ واتخذ بجوار بيته مدرسة لطلبة العلم، ومنزلا «خانقاه» للصوفية، ونظم أوقات عمله على: ختم القرآن، ومجالسة أهل القلوب، وتدريس طلبه العلم، ومداومة العبادة صوما وصلاة؛ وكان ذلك عام تسعة وتسعين وأربعمائة (499 ه) .

ولما كان يوم الإنثين- الرابع عشر من جمادى الآخرة، سنة خمس وخمسمائة

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام