فهرس الكتاب
الصفحة 62 من 196

هذا فن من الجهالة اختصت به هذه الفرقة من بين الفرق فإن طوائف الضلال مع انشعاب كلامهم وانتشار طرقهم فى نظم الشبهات لم تتطلخ طائفة منهم بهذا الجنس واستركوها «1» وعلم عوامهم وجهالهم بالضرورة بطلانها فاجتووها «2» وتشبث بها هؤلاء، ولا غرو فالغريق بكل شي ء يتمسك، والغبى بكل إيهام يتزلزل ويتشكك ونحن نذكر شيئا يسيرا منه، ليشكر الناظر فيه ربه على سلامة العقل واعتدال المزاج وصحة الفطرة، فإن الانخداع بمثل ذلك لا ينبعث إلّا من العته والخبل فى العقل.

فقد قالوا إن الثقب على رأس الآدمى سبعة، والسموات سبعة. والأرضون سبع، والنجوم سبعة، أعنى السيارة، وأيام الأسبوع سبعة. فهذا يدل على أن دور الأئمة يتم بسبعة.

وزعموا أن الطبائع أربع، وأن فصول السنة أربعة، فهذا يدل على الأصول الأربعة، وهى: السابق والتالى الإلاهان، والناطق والأساس الإمامان.

وزعموا أن البروج اثنا عشر، فتدل على الحجج الاثنى عشر كما نقلناه فى مذهبهم. وربما استثاروا من شكل الحيوانات دلالات فقالوا: الآدمى على شكل حروف محمد، فإن رأسه مثل «ميم» ، ويداه مبسوطتان «كالحاء» وعجزه «كالميم» ورجلاه «كالدال» ، وبهذا الجنس يتكلمون على شكل الطيور والبهائم، وربما تأولوا من الحروف وأعدادها، فقالوا: قد قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحقها.

(1) استركوها: استضعفوها؛ وجدوها ركيكة.

(2) اجتووها: كرهوها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام