سلسلة منهاج المسلم - (203)


الحلقة مفرغة

الحمد لله؛ نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصِ الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة؛ ليلة الخميس من يوم الأربعاء ندرس كتاب منهاج المسلم، ذلكم الكتاب الحاوي للشريعة الإسلامية بكاملها، عقائد وآداباً وأخلاقاً وعبادات وأحكاماً.

وأقول على علم: والله لو يجتمع المسلمون في هذه الأيام على إمامهم ويبايعونه ويطبقون شريعة الله بهذا الكتاب لأعزهم الله ونصرهم، وأذل المشركين والكافرين واليهود والنصارى، وأمنوا من الخوف في المستقبل أبداً، أما وهم معرضون متفرقون فإن البلاء ينحدر عليهم يوماً بعد يوم.

فندعو حكام المسلمين أن يجتمعوا في الروضة الشريفة ويبايعوا إمامنا فهد حفظه الله، ويطبقوا هذا الكتاب فقط بدون عناء ولا مشقة ولا تعب ولا خوف ولا خلاف في القرى والمدن؛ لأنه قانون إلهي سماوي، ولو فعلوا ذلك والله لأصبحوا أعز الأمم على وجه الأرض، ولا ترفع فرائص اليهود والنصارى، بل يضطربون، ووالله لدخل أمم في الإسلام إذا شاهدوا هذا النور.

ما المانع؟! ونحن نعرف أن كيد اليهود هو الذي فعل بنا هذا، وهم لا يزالون يعملون على إطفاء الإسلام وانقضاء نوره -والعياذ بالله-.

وقد انتهى بنا الدرس إلى [المادة الخامسة: في حد المحاربين].

تعريف المحاربين

[أولاً: تعريفهم: ما المراد بالمحاربين هنا: نفر من المسلمين يُشهرون السلاح في وجوه الناس فيقطعون طريقهم بالسطو على المارّة وقتلهم وأخذ أموالهم بما لهم من شوكة وقوة].

إذاً: المحاربون هم نفر أو مجموعة من المسلمين يشهرون السلاح في وجوه الناس فيقطعون طريقهم بالسطو عليهم وقتلهم وأخذ أموالهم بما لهم من شوكة وقوة. هؤلاء هم المحاربون -والعياذ بالله-.

[أولاً: تعريفهم: ما المراد بالمحاربين هنا: نفر من المسلمين يُشهرون السلاح في وجوه الناس فيقطعون طريقهم بالسطو على المارّة وقتلهم وأخذ أموالهم بما لهم من شوكة وقوة].

إذاً: المحاربون هم نفر أو مجموعة من المسلمين يشهرون السلاح في وجوه الناس فيقطعون طريقهم بالسطو عليهم وقتلهم وأخذ أموالهم بما لهم من شوكة وقوة. هؤلاء هم المحاربون -والعياذ بالله-.

[ثانياً: حكمهم: أحكام المحاربين هي: ]

أولاً: أن يوعظوا وتطلب منهم التوبة

[أولاً: أن يوعظوا وتطلب منهم التوبة، فإن تابوا قبلت توبتهم وإن أبوا قوتلوا، وقتالهم جهاد في سبيل الله تعالى، فمن قتل منهم فدمه هدر، ومن قتل من المسلمين فشهيد، لقوله تعالى: فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ [الحجرات:9]] وتفيء بمعنى ترجع.

إذاً: يوعظوا أولاً، وتطلب منهم التوبة عن طريق الوسائط، فإن تابوا قبلت توبتهم، وإن أبوا قوتلوا، وقتالهم جهاد في سبيل الله تعالى، فمن قتل منهم فدمه هدر، لا يؤخذ بالعوض أبداً له ولا لأهله، ومن قتل من المسلمين فهو شهيد من الشهداء في الجنة؛ لقوله تعالى: فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي أي: الفئة أو الجماعة حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ [الحجرات:9].

ثانياً: من أُخذ من المحاربين قبل توبته أقيم عليه الحد

[ثانياً: من أُخذ من المحاربين قبل توبته أقيم عليه الحد إما بالقتل أو الصلب أو قطع اليدين أو الرجلين أو النفي؛ لقوله تعالى: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ [المائدة:33]] هذا حكم الله، والصلب هو: أن يوضع على خشبة ويربط عليها ثلاثة أيام.

فمن أُخذ من المحاربين قبل توبته أقيم عليه الحد إما بالقتل أو بالصلب أو قطع اليدين أو الرجلين أو النفي من البلاد؛ لقوله تعالى: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ [المائدة:33].

[ولما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرنيين الذين أخذوا إبل الصدقة وقتلوا راعيها وفروا] العرنيون أناس دخلوا المدينة على أنهم مسلمون ثم ادعوا أن الحمى آذتهم وضرتهم وطلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأذن لهم في الخروج، وأن يعطوا من ألبان الإبل، وإذا بهم يأخذون الإبل ويقتلون الراعي ويفرون.

[فالإمام مخير في إنزال هذه العقوبات بهم، ويرى بعض أهل العلم أنهم يقتلون إذا قتلوا، وتقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف إذا أخذوا أموالاً، وينفون أو يسجنون إذا لم يصيبوا دماً ولا مالاً حتى يتوبوا] أي: ما دام أنهم لم يصيبوا دماً ولا مالاً فإنهم يسجنون حتى يتوبوا.

ثالثاً: إذا تابوا قبل أن يقدر عليهم سقط عنهم حق الله تعالى وبقي عليهم حقوق العباد

[ثالثاً: إذا تابوا قبل أن يقدر عليهم بأن تركوا الحرابة من أنفسهم وسلموا أرواحهم للسلطان سقط عنهم حق الله تعالى، وبقي عليهم حقوق العباد فيحاكمون في الدّماء والأموال، فيضمنون الأموال ويقادون في الأرواح إلا أن تقبل منهم الدية] من قبل منهم الدية أعطوه إياها [أو يعفى عنهم] ويحق لمن قتلوا -أخاه- مثلاً أن يعفو عنهم [إذ كل ذلك جائز؛ لقوله تعالى: إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [المائدة:34]] أي: تابوا قبل أن نتحكم فيهم.

[ولا مانع من أن يديَ عنهم الإمام] يمكن للحاكم أن يؤدي عنهم بعض الديات [أو يغرم ما أخذوا من أموال إن لم تكن بأيديهم ولا في حوزتهم] لا حرج في ذلك.

إذاً: إذا تاب هؤلاء المحاربون قبل أن نقدر عليهم بأن تركوا الحرابة من أنفسهم، وسلموا أنفسهم للسلطان فماذا نفعل بهم؟ يسقط عنهم حق الله تعالى بالتوبة ولا يطالبون، ويبقى عليهم حق العباد، فيضمنون الأموال ويقادون في الأرواح، فإذا قتلوا أحداً يقتلون به، إلا أن تقبل منهم الدية أو يعفى عنهم كذلك، وكل ذلك جائز لقوله تعالى: إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [المائدة:34]] ولا مانع من أن يديَ عنهم الإمام، أي: يدفع عنهم الديات من بيت المال، أو يغرم عنهم بعض ما أخذوا من المال فيسدده، إن لم تكن الأموال بأيديهم ولا في حوزتهم.

[أولاً: أن يوعظوا وتطلب منهم التوبة، فإن تابوا قبلت توبتهم وإن أبوا قوتلوا، وقتالهم جهاد في سبيل الله تعالى، فمن قتل منهم فدمه هدر، ومن قتل من المسلمين فشهيد، لقوله تعالى: فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ [الحجرات:9]] وتفيء بمعنى ترجع.

إذاً: يوعظوا أولاً، وتطلب منهم التوبة عن طريق الوسائط، فإن تابوا قبلت توبتهم، وإن أبوا قوتلوا، وقتالهم جهاد في سبيل الله تعالى، فمن قتل منهم فدمه هدر، لا يؤخذ بالعوض أبداً له ولا لأهله، ومن قتل من المسلمين فهو شهيد من الشهداء في الجنة؛ لقوله تعالى: فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي أي: الفئة أو الجماعة حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ [الحجرات:9].

[ثانياً: من أُخذ من المحاربين قبل توبته أقيم عليه الحد إما بالقتل أو الصلب أو قطع اليدين أو الرجلين أو النفي؛ لقوله تعالى: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ [المائدة:33]] هذا حكم الله، والصلب هو: أن يوضع على خشبة ويربط عليها ثلاثة أيام.

فمن أُخذ من المحاربين قبل توبته أقيم عليه الحد إما بالقتل أو بالصلب أو قطع اليدين أو الرجلين أو النفي من البلاد؛ لقوله تعالى: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ [المائدة:33].

[ولما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرنيين الذين أخذوا إبل الصدقة وقتلوا راعيها وفروا] العرنيون أناس دخلوا المدينة على أنهم مسلمون ثم ادعوا أن الحمى آذتهم وضرتهم وطلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأذن لهم في الخروج، وأن يعطوا من ألبان الإبل، وإذا بهم يأخذون الإبل ويقتلون الراعي ويفرون.

[فالإمام مخير في إنزال هذه العقوبات بهم، ويرى بعض أهل العلم أنهم يقتلون إذا قتلوا، وتقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف إذا أخذوا أموالاً، وينفون أو يسجنون إذا لم يصيبوا دماً ولا مالاً حتى يتوبوا] أي: ما دام أنهم لم يصيبوا دماً ولا مالاً فإنهم يسجنون حتى يتوبوا.

[ثالثاً: إذا تابوا قبل أن يقدر عليهم بأن تركوا الحرابة من أنفسهم وسلموا أرواحهم للسلطان سقط عنهم حق الله تعالى، وبقي عليهم حقوق العباد فيحاكمون في الدّماء والأموال، فيضمنون الأموال ويقادون في الأرواح إلا أن تقبل منهم الدية] من قبل منهم الدية أعطوه إياها [أو يعفى عنهم] ويحق لمن قتلوا -أخاه- مثلاً أن يعفو عنهم [إذ كل ذلك جائز؛ لقوله تعالى: إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [المائدة:34]] أي: تابوا قبل أن نتحكم فيهم.

[ولا مانع من أن يديَ عنهم الإمام] يمكن للحاكم أن يؤدي عنهم بعض الديات [أو يغرم ما أخذوا من أموال إن لم تكن بأيديهم ولا في حوزتهم] لا حرج في ذلك.

إذاً: إذا تاب هؤلاء المحاربون قبل أن نقدر عليهم بأن تركوا الحرابة من أنفسهم، وسلموا أنفسهم للسلطان فماذا نفعل بهم؟ يسقط عنهم حق الله تعالى بالتوبة ولا يطالبون، ويبقى عليهم حق العباد، فيضمنون الأموال ويقادون في الأرواح، فإذا قتلوا أحداً يقتلون به، إلا أن تقبل منهم الدية أو يعفى عنهم كذلك، وكل ذلك جائز لقوله تعالى: إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [المائدة:34]] ولا مانع من أن يديَ عنهم الإمام، أي: يدفع عنهم الديات من بيت المال، أو يغرم عنهم بعض ما أخذوا من المال فيسدده، إن لم تكن الأموال بأيديهم ولا في حوزتهم.

[المادة السادسة: في أهل البغي]

تعريف أهل البغي

[تعريفهم: أهل البغي هم الجماعة ذات الشوكة والقوة تخرج عن الإمام بتأويل سائغ معقول كأن يظنوا كفر الإمام أو حيفه وظلمه، فيتعصبون ويرفضون طاعته ويخرجون عنه] كما هو بالجزائر الآن منذ عشر سنوات.

[تعريفهم: أهل البغي هم الجماعة ذات الشوكة والقوة تخرج عن الإمام بتأويل سائغ معقول كأن يظنوا كفر الإمام أو حيفه وظلمه، فيتعصبون ويرفضون طاعته ويخرجون عنه] كما هو بالجزائر الآن منذ عشر سنوات.