فقه العبادات [18]


الحلقة مفرغة

المقدم: في لقائنا الماضي عرفنا الطهارة، وعرفنا أقسامها أيضاً، وعرفنا الأصل في التطهير والفرع أيضاً، ثم سألنا عن صفة الوضوء على سبيل الإجمال، نود في لقائنا هذا أن نبدأ بصفة الوضوء وتوضيح هذا لنا وللسادة المستمعين؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمدٍ، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

صفة الوضوء الشرعي على وجهين:

الصفة الواجبة للوضوء

الوجه الأول: صفة واجبة لا يصح الوضوء إلا بها، وهي المذكورة في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ [المائدة:6].

فهي غسل الوجه مرةً واحدة، ومنه -أي: من غسل الوجه- المضمضة والاستنشاق، وغسل اليدين إلى المرافق، من أطراف الأصابع إلى المرافق مرةً واحدة، ومسح الرأس مرةً واحدة، ومنه -أي: من الرأس إلى الأذنين- وغسل الرجلين إلى الكعبين مرةً واحدة، هذه هي الصفة الواجبة التي لا بد منها.

الصفة المستحبة للوضوء

أما الوجه الثاني من صفة الوضوء: فهي الصفة المستحبة، ونسوقها الآن بمعونة الله، فهي أن يسمي الإنسان عند وضوئه، ويغسل كفيه ثلاث مرات، ثم يتمضمض ويستنشق ثلاث مراتٍ بثلاث غرفات، ثم يغسل وجهه ثلاثاً، ثم يغسل يديه إلى المرفقين ثلاثاً، يبدأ باليمنى ثم باليسرى، ثم يمسح رأسه مرةً واحدة، يبدأ بمقدمه حتى يصل إلى مؤخره، ثم يرجع حتى يصل إلى مقدمه، ثم يمسح أذنيه، فيدخل سباحتيه في صماخيهما ويمسح بإبهاميه في ظاهرهما، ثم يغسل رجليه إلى الكعبين ثلاثاً وثلاثاً، يبدأ باليمنى ثم باليسرى، ثم يقول بعد ذلك: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، فإنه إذا فعل ذلك فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء، هكذا صح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، قاله عمر رضي الله عنه، هذه الصفة المستحبة.

أخذ ماء جديد للأذنين

المقدم: لكن بالنسبة للأذنين: هل يلزم أخذ ماء خاص لهما أم مع الرأس؟

الشيخ: لا يلزم أخذ ماءٍ جديد للأذنين بل ولا يستحب؛ لأن جميع الواصفين لوضوء النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكروا أنه كان يأخذ ماءً جديداً لأذنيه، فالأفضل أن يمسح أذنيه ببقية البلل الذي بقي بعد مسح رأسه.

الوجه الأول: صفة واجبة لا يصح الوضوء إلا بها، وهي المذكورة في قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ [المائدة:6].

فهي غسل الوجه مرةً واحدة، ومنه -أي: من غسل الوجه- المضمضة والاستنشاق، وغسل اليدين إلى المرافق، من أطراف الأصابع إلى المرافق مرةً واحدة، ومسح الرأس مرةً واحدة، ومنه -أي: من الرأس إلى الأذنين- وغسل الرجلين إلى الكعبين مرةً واحدة، هذه هي الصفة الواجبة التي لا بد منها.

أما الوجه الثاني من صفة الوضوء: فهي الصفة المستحبة، ونسوقها الآن بمعونة الله، فهي أن يسمي الإنسان عند وضوئه، ويغسل كفيه ثلاث مرات، ثم يتمضمض ويستنشق ثلاث مراتٍ بثلاث غرفات، ثم يغسل وجهه ثلاثاً، ثم يغسل يديه إلى المرفقين ثلاثاً، يبدأ باليمنى ثم باليسرى، ثم يمسح رأسه مرةً واحدة، يبدأ بمقدمه حتى يصل إلى مؤخره، ثم يرجع حتى يصل إلى مقدمه، ثم يمسح أذنيه، فيدخل سباحتيه في صماخيهما ويمسح بإبهاميه في ظاهرهما، ثم يغسل رجليه إلى الكعبين ثلاثاً وثلاثاً، يبدأ باليمنى ثم باليسرى، ثم يقول بعد ذلك: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين، فإنه إذا فعل ذلك فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء، هكذا صح الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، قاله عمر رضي الله عنه، هذه الصفة المستحبة.




استمع المزيد من الشيخ محمد بن صالح العثيمين - عنوان الحلقة اسٌتمع
فقه العبادات [40] 3740 استماع
فقه العبادات [22] 3397 استماع
فقه العبادات [31] 3370 استماع
فقه العبادات [14] 3317 استماع
فقه العبادات [33] 3187 استماع
فقه العبادات [43] 3056 استماع
فقه العبادات [27] 2978 استماع
فقه العبادات [59] 2874 استماع
فقه العبادات [52] 2863 استماع
فقه العبادات [3] 2712 استماع