هذا الحبيب يا محب 2


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، ثم أما بعد: فإننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة من يوم الجمعة ندرس السيرة النبوية الشريفة من كتاب هذا الحبيب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يا محب، وقد انتهى بنا الدرس إلى وقفة القصيرة، فهيا بنا معشر الأحباء نجلس مع هاجر نؤانسها في وحشتها.

هاجر ! من هي هاجر هذه؟ إنها أم إسماعيل، هذه التي أهداها ملك مصر إلى سارة زوج إبراهيم، ثم أهدتها هي لزوجها فتسراها فأنجبت إسماعيل، وقد سبق أن عرفنا كيف خرج بها إبراهيم من أرض القدس، وكيف كانت تعفّي آثارها حتى لا تنزعج ضرتها سارة -على الجميع السلام-.

قال:[وقفة قصيرة: فهيا بنا معشر الأحباء نجلس مع هاجر نؤانسها في وحشتها ونستجلي العبرة من موقفها] الذي وقفته.

قال: [هاجر امرأة مؤمنة كسائر المؤمنات تهاجر من بلدها، وتخرج من دارها حتى لا تؤذي ولية نعمتها].

أي ضرتها سارة . لم؟ لأن سارة عقيم لا تنجب، وهاجر جارية رزقها الله الولد -إسماعيل-.

ولا شك أن للمرأة غيرة فتتألم، فـهاجر للطفها وظرفها وحسن عشرتها، وآدابها وأخلاقها وكمالها لم ترد أن تضر بضرتها، وأرادت أن تبتعد بطفلها عنها.

فهل يفعل المؤمنات اليوم مثل هذا؟ قل لي: هل فعل الرجال مثل هذا؟ نعم يوجد، ولكن بندرة وقلة وَقَلِيلٌ مَا هُمْ [ص:24]، وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ [سبأ:13].

قال: [تلك المؤمنة الأولى سارة بنت هاران عم إبراهيم الزوج الكريم]. سارة هي بنت عم إبراهيم عليه السلام، وإن قال قائل: ولوط ابن أخ إبراهيم؟

الجواب: آزر بن تارح أبو إبراهيم له أخ اسمه هاران ، وإبراهيم له أخ اسمه هاران ، هاران الأول ولد سارة بنت عم إبراهيم فتزوجها إبراهيم، وهاران الثاني أخو إبراهيم أنجب لوطاً عليه السلام، فلوط ابن أخ إبراهيم، ولا لبس.

قال: [علمت هاجر ما أصاب سارة من الغيرة فآثرت غربتها عن أذية سيدتها، فيا له من موقف تقفه هذه المصرية الزكية فهلا تأسى بها الضرات؟! وهلا عرف هذا أحباؤنا -أحبهم الله- فيؤثر أحدهم بالنفع أخاه، ويتحمل الأذى في سبيل رضاه؟!].

هل هذا ممكن؟ هذه جملة نورانية: وهلا عرف هذا أحباؤنا -أحبهم الله- فيؤثر أحدهم بالنفع أخاه، ويتحمل الأذى في سبيل رضاه؟!

قال:[هذه عبرة] وباللغة المصرية عبّارة -أي: يعبر بها من مكان إلى مكان- هذا معنى العبرة.

قال: [وأخرى: تُتْرك هاجر بواد قفر موحش، لا أنيس به من قريب ولا من بعيد، وتظهر مخاوفها ولا تكتم ما انتابها من غم وهم، فتقول لإبراهيم: إلى من تكلنا؟] أي: إلى من تتركنا يا إبراهيم؟ [وما إن تسمع جواب إبراهيم: نعم، الله أمرني بهذا، حتى تتجلى حقيقة إيمانها في مستوى لن يرقى إليه غيرها من نساء العالمين، إذ تقول: اذهب؛ فإنه لا يضيعنا]. تركها مع طفلها إسماعيل ومعها جراب من خبز وسقاء من ماء، وقصر وقفل راجعاً إلى أرض الشام، فتقول: إلى من تتركنا يا إبراهيم؟ ثم تقول: آلله أمرك؟ فيقول: نعم، فتقول على الفور: اذهب، فإنه لا يضيعنا.

اللهم ارزقنا قسطاً من هذا التوكل ولو نسبة (1 %).

أين درست هذه؟ ومن أي جامعة تخرجت؟!

هذه عاشت أياماً وليالٍ في حجر إبراهيم عليه السلام.

قال: [هذا هو الإيمان الذي نطلبه أيها الأحباء] متى نحصل عليه؟ [، وهذا هو التوكل، الثمرة الشهية لعقيدة الإيمان الحية.

إن إيماناً لا يثمر توكلاً كهذا إيمان ناقص قصير، وقليل يسير، فلننشد -أيها الأحبة- إيماناً كاملاً يثمر لنا الخشية والمحبة معاً وتوكلاً كهذا!] أي: الذي رأيناه في هاجر .

قال: [ولنترك هاجر تبيت ليلتها بالواد الأمين] هيا بنا نترك هاجر تبيت ليلتها بالواد الأمين، . أي واد أمين هذا؟ إنها مكة؛ إذ كانت فقط واد ليس به أحد [لنعود إليها بعد حين نستقصي أخبارها، ونتعرف على أحوالها؛ لأنها رحم لنا] رحم لنا أو لا؟ يا أبناء إسماعيل! إن هذه جدتكم [ومنبت عز ومجد كانا لنا، إنها أم إسماعيل، أحد آباء سيد المرسلين محمد الحبيب عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.

تقول الأخبار الصادقة: إن هاجر قد نفد ماء سقايتها، وعطشت وعطش إسماعيل طفلها، فدارت تطلب الماء، وحارت وكبدها تكاد تفض وهي ترى طفلها يتلوى من شدة العطش، ونظرت، فإذا أقرب مكان عال إليها هو جبل الصفا، فأتته ورقيته، ونظرت يميناً وشمالاً فلم تر ماء ولا أحداً، ونظرت أمامها فإذا أقرب مكان عال إليها هو جبل المروة، فهبطت ذاهبة إليه]. وهذا هو مشروع السعي لنا، إحياء لذكرى أم إسماعيل، أحيا الله ذكراها ففرض السعي علينا في الحج والعمرة.

قال: [فانتهت إلى بطن الوادي، فأسرعت وخبت فيه حتى اجتازته] والخبب للرجال سنة، فإذا وصلنا إلى الميل الأخضر أسرعنا، وإذا فرغنا مشينا؛ إحياء لذكرى هاجر أم إسماعيل، أما النساء فليس عليهن خبب ولا سرعة؛ لضعفهن وعدم قدرتهن على هذا، أما الرجال الفحول فنعم من السنة لهم ذلك، إلا عاجز لمرض وكبر مثلاً.

قال: [وواصلت سعيها حتى انتهت إلى جبل المروة فرقيته، ونظرت يميناً وشمالاً فلم تر شيئاً، فهبطت عائدة إلى الصفا حتى اكتمل سعيها بين الصفا والمروة -وهي تطلب الماء لولدها ولها- سبع مرات] اكتمل السعي سبع مرات بأربع وقفات على الصفا وأربع على المروة.

قال: [وعندها -وهي على أحد الجبلين-] الصفا أو المروة [تسمع صوتاً غريباً فتقول في لهفة: أَسمعتَ أَسمعتَ فهل من غياث؟!

وترمي ببصرها نحو ولدها، فإذا برجل قائم على رأس الطفل تحت الدوحة] وهي الشجرة عظيمة [وما إن دنت منه حتى قال بعقبه هكذا -يرفس الأرض- وإذا بعين ماء تفور].

إذاً: بئر زمزم من حفرها؟ الأرتوازيات؟ لا. بقدم جبريل فقط، حك الأرض ففار الماء -والله العظيم-.

قال: [وإذا بعين ماء تفور، وكم كانت فرحة هاجر بسقيها إسماعيل! وأخذت تزمها بالتراب والحجارة؛ تمنع سيلانها على وجه الأرض خشية أن تنضب] ظنت أنها إذا سالت من هناك نضبت [ولو تركتها فلم تحطها بما أحاطتها به من تراب وحجارة لكانت عيناً معيناً، كما أخبر بذلك] أبو القاسم [حفيدها السيد الجليل محمد إمام المرسلين وسيد جميع العالمين عليه أفضل الصلاة وأزكى وأبرك التحية والتسليم] إذ قال في صحيح البخاري : ( رحم الله أم إسماعيل لو تركتها لكانت عيناً معيناً )، لكن شاء الله أن نستخرجها بالدِلاء ستة آلاف سنة، والآن الحمد لله بالساحبات التي تسحب، فالحمد لله.

بعد أن عرفتم هذه القصية الجميلة! ما هي ثمرتها؟ هل تريدون أن تجنوا الثمار أو ليس لكم بها حاجة؟ هل أنتم في خير.. شباع ليس لكم بها حاجة؟! نريد أن نستثمر، وأن نجني العبرة ونأخذها من الدرس.

ثمرة قصة هجرة إبراهيم بزوجه وولده إلى مكة

قال: [ثمرة القصة: إن لهذه القصة -التي قصصناها- ثمرة من أغلى الثمار وأشهاها إلى النفوس المؤمنة الطاهرة الزكية. إنها ثمرة التوكل على الله بتفويض الأمر إليه، والاعتماد عليه. أتذكر أيها المحب لما قالت هاجر لإبراهيم: إلى من تتركنا، آلله أمرك بهذا؟ فقال لها: نعم، فقالت: إذاً فاذهب فإنه لا يضيعنا! إنها توكلت على الله ربنا وربها وأحسنت الظن به تعالى، فهذه العين الثرة (زمزم) كانت ثمرة توكلها على ربها وحسن ظنها به عز وجل].

ونبدأ بالجزئيات فقط من باب التذكير:

أخونا فتح دكاناً في المدينة النبوية ليبيع أنواع البقالة، وفي نفس الوقت يبيع مجلات فيها الدعارة والخلاعة، فيدخل عليه المؤمن قائلاً: أي عبد الله! ماذا تبيع؟ يكفيك ما تبيع من الأطعمة وأنواعها، وهذه المجلة مذمومة ذمها أهل العلم، فيها صور العوار في الغلاف، تطالعها المرأة فتفتن، ويطالعها الشاب فيهلك.. هذا لا يصلح، توكل على الله. فيقول: الزبائن إذا لم يجدوا المجلة لا يشترون من عندنا!

هل هذا توكل على الله أم على المجلة؟ أسألكم بالله على من توكل هذا؟ على المجلة!!

وآخر يبيع التبغ، وتعرفون التبغ، لا عرفكم الله به! التبغ هو ذاك الدخان، هو تلك السجائر التي ابتلي بها الناس والعياذ بالله -اللهم نجهم واشفهم- هؤلاء تسجل عليهم خطايا يومياً بالأطنان؛ لأنهم يؤذون الملائكة، والذي يؤذي الحرس الإلهي الذي وكل به فينفخ في وجهه الدخان والنار، والرائحة الكريهة، أين يذهب يا عبد الله؟!

أما علمتم أن الله وكل بنا ملكين من صلاة الصبح إلى صلاة العصر، فيعرجان ويأتي ملكان من العصر إلى الصبح وذلك مدى الحياة؟ أما قرأتم: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [الانفطار:10-12]؟

ستقول: يا شيخ! الملائكة لا يتأذون بالرائحة الكريهة، فهم ليسوا بشراً!

هذا هو جوابك؟!

اسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( أيها الناس من أكل ثوماً أو بصلاً فلا يقربن مساجدنا؛ فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم )، ( من أراد أن يبصق فلا يبصق عن يمينه ولا عن شماله فإن عن يمينه ملكاً، ولكن يبصق بين يديه وتحت قدميه ).

فيكفي المدخن هذه الجريمة فقط، والأخرى بدل أن يطيب فاه وينظفه بالسواك في كل ساعة وفي كل صلاة يفرض عليه أنتن رائحة وأعفنها! ثم يذكر الله! هل يجوز هذا؟!

أسألكم أيها البصراء: لو أن أحداً أخذ ورقة وكتب فيها باسم الله، ثم غمسها في خرأة ماذا تقولون؟ هل يبقى مؤمناً؟ هذا يضرب على رأسه لأنه كفر!

إذاً: فكيف يجوز لعبد الله أن يدخن ويعفن فمه وحلقومه وباطنه وتمر عليه فتقول: السلام عليكم، فيقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، هل ذكر اسم الله أو لا؟ عندما أخرجه وأجراه على مجرى نظفه أو وسخه؟

هذا من باب المثال، والحمد لله انتهى التدخين والمدخنون، ولم يبقى إلا القليل والحمد لله.

قال: [ثمرة القصة: إن لهذه القصة -التي قصصناها- ثمرة من أغلى الثمار وأشهاها إلى النفوس المؤمنة الطاهرة الزكية. إنها ثمرة التوكل على الله بتفويض الأمر إليه، والاعتماد عليه. أتذكر أيها المحب لما قالت هاجر لإبراهيم: إلى من تتركنا، آلله أمرك بهذا؟ فقال لها: نعم، فقالت: إذاً فاذهب فإنه لا يضيعنا! إنها توكلت على الله ربنا وربها وأحسنت الظن به تعالى، فهذه العين الثرة (زمزم) كانت ثمرة توكلها على ربها وحسن ظنها به عز وجل].

ونبدأ بالجزئيات فقط من باب التذكير:

أخونا فتح دكاناً في المدينة النبوية ليبيع أنواع البقالة، وفي نفس الوقت يبيع مجلات فيها الدعارة والخلاعة، فيدخل عليه المؤمن قائلاً: أي عبد الله! ماذا تبيع؟ يكفيك ما تبيع من الأطعمة وأنواعها، وهذه المجلة مذمومة ذمها أهل العلم، فيها صور العوار في الغلاف، تطالعها المرأة فتفتن، ويطالعها الشاب فيهلك.. هذا لا يصلح، توكل على الله. فيقول: الزبائن إذا لم يجدوا المجلة لا يشترون من عندنا!

هل هذا توكل على الله أم على المجلة؟ أسألكم بالله على من توكل هذا؟ على المجلة!!

وآخر يبيع التبغ، وتعرفون التبغ، لا عرفكم الله به! التبغ هو ذاك الدخان، هو تلك السجائر التي ابتلي بها الناس والعياذ بالله -اللهم نجهم واشفهم- هؤلاء تسجل عليهم خطايا يومياً بالأطنان؛ لأنهم يؤذون الملائكة، والذي يؤذي الحرس الإلهي الذي وكل به فينفخ في وجهه الدخان والنار، والرائحة الكريهة، أين يذهب يا عبد الله؟!

أما علمتم أن الله وكل بنا ملكين من صلاة الصبح إلى صلاة العصر، فيعرجان ويأتي ملكان من العصر إلى الصبح وذلك مدى الحياة؟ أما قرأتم: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ [الانفطار:10-12]؟

ستقول: يا شيخ! الملائكة لا يتأذون بالرائحة الكريهة، فهم ليسوا بشراً!

هذا هو جوابك؟!

اسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( أيها الناس من أكل ثوماً أو بصلاً فلا يقربن مساجدنا؛ فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم )، ( من أراد أن يبصق فلا يبصق عن يمينه ولا عن شماله فإن عن يمينه ملكاً، ولكن يبصق بين يديه وتحت قدميه ).

فيكفي المدخن هذه الجريمة فقط، والأخرى بدل أن يطيب فاه وينظفه بالسواك في كل ساعة وفي كل صلاة يفرض عليه أنتن رائحة وأعفنها! ثم يذكر الله! هل يجوز هذا؟!

أسألكم أيها البصراء: لو أن أحداً أخذ ورقة وكتب فيها باسم الله، ثم غمسها في خرأة ماذا تقولون؟ هل يبقى مؤمناً؟ هذا يضرب على رأسه لأنه كفر!

إذاً: فكيف يجوز لعبد الله أن يدخن ويعفن فمه وحلقومه وباطنه وتمر عليه فتقول: السلام عليكم، فيقول: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، هل ذكر اسم الله أو لا؟ عندما أخرجه وأجراه على مجرى نظفه أو وسخه؟

هذا من باب المثال، والحمد لله انتهى التدخين والمدخنون، ولم يبقى إلا القليل والحمد لله.

قال: [بداية أمر مكة] مكة ما كانت لتذكر، متى بدأ تذكر مكة؟ [لما أكرم الله تعالى هاجر أم إسماعيل بماء زمزم، مرت رفقة من قبيلة جرهم] من اليمن [قريباً من وادي مكة] قافلة سائرة في طريقها شاء الله أن يمروا قريبين من وادي مكة [فبعثوا من يرتاد لهم ماء ينزلون عليه] الرائد في القوات المسلحة هو الذي يرتاد أو يمشي أمام القوم ويبحث لهم عن شيء يطلعهم عليه [فرأى رائدهم طائراً يحوم] في السماء [فعلم أن هناك ماء، فأتى المكان] الذي كان الطائر يحوم عليه [وإذا فيه هاجر وولدها إسماعيل وهما إلى جنب ماء زمزم، فعاد الرائد فأخبر رفقته، فأتوا الماء واستأذنوا هاجر في النزول معها، فأذنت لهم] امرأة مع طفلها في عالم أقفر خالٍ تُستأذن في النزول إلى جنبها .. ماذا نقول في العرب الأولين؟! نقول: الكفار الأولون أشراف الكفار، لهم من الكرامات ما يحلم بها هؤلاء المتحضرون.

قافلة كاملة تستأذن امرأة مع طفلها: يا هذه! أتأذنين لنا في النزول إلى جوارك لننتفع بالماء؟ فتأذن لهم، بشرط ألا حق لهم في الماء، لو كان واحد من جماعتكم اليوم لضربها برجله أو لوى رأسها، وقال: انزلوا! لِمَ لم يفعل العرب هذا؟ لأنهم يتمتعون بكرامات، وما اتسخت أذهانهم ولا قلوبهم ولا توارثت بحب الدنيا والشهوات.

قال: [واشترطت ألا يكون لهم حق في الماء، فقبلوا الشرط ونزلوا، فكانت هذه بداية عمارة مكة في العهد الإبراهيمي السعيد] وبدأت مكة تعمر من هذا الوقت.

عبرة (إذن هاجر لقبيلة جرهم بالنزول معها في مكة)

[عبرة] نعبر بها إلى الكمالات من هذه الحادثة بالذات، ما هي؟

قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم: [أين الذين يتشدقون بالديمقراطية] أين هم؟ نريد أن نراهم [والعدالة الاجتماعية؟ أين هم؟ إنهم في الحضيض الأسفل إزاء هذه الواقعة التاريخية الثابتة بالوحي الإلهي: امرأة غريبة الدار، تملك بئر ماء في صحراء تستأذنها في النزول إليها رفقة كاملة برجالها ونسائها، تستأذنها في النزول في جوارها، فتشترط عليهم في النزول بجوارها وهي تحب الأنس -أيضاً- ألا يكون لهم حق في الماء فيقبلون الشرط ويرضونه وينزلون!!].

أين أدعياء الديمقراطية والعدالة الاجتماعية؟! هراء وتضليل وخرافات!

[هذه خلة فاضلة كريمة من خلال العرب في الجاهلية فكيف بهم في الإسلام لولا الصرفة التي صرفوها بمكر الثالوث الأسود: المجوس واليهود والنصارى] كان العرب هكذا، ولكن من صرفهم عن مصدر كمالهم حتى هبطوا؟ الثالوث الأسود، من هذا الثالوث؟ يتكون من أية عناصر؟ والله لمن المجوس، واليهود، والنصارى.

يقول قائل: يا شيخ! كيف صرفوهم بالسحر أم بماذا؟ صرفوهم بأن قالوا لهم: القرآن يُقرأ على الموتى فقط، هل بلغكم أن العالم الإسلامي يقرأ القرآن على الموتى أم لا؟ وهل نزل القرآن ليقرأ على الموتى أم على الأحياء؟

وصرفوهم عن السنة كذلك، فتقرأ كتاب الفقه طوال العام لا تجد فيه قال الله ولا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنسوهم الله ورسوله، فلا كتاب ولا سنة، فتمزقت الأمة وتلاشت وتمرغت في أوضار الحياة والجهل.

هذا الذي حصل! ما بقي للعروبة اسم على حقيقته، وإلا العربي أسد في كمالاته وقوته وشجاعته.

هذا هو الواقع ولهذا قلنا: هذه خلة فاضلة كريمة من خلال العرب في الجاهلية فكيف بهم في الإسلام؟! الله الله في القرون الثلاثة الأولى كيف كان العربي؟ كان إذا شرق أو غرب وجدت العدل والشجاعة والرحمة والإخاء ..

وهذا منظر: في اليرموك أو في غزوة اليرموك كان هناك جريح يصرخ من شدة العطش، فسمعه آخر فنقل الماء إليه، فإذا بآخر يقول: آه، فيقول الأول: أعطه، فيذهب إلى الآخر فيقول ثالث: آه، فيقول الثاني: أعطه، حتى مات الجرحى كلهم، وكل منهم يؤثر أخاه بالماء.

هذا أيام كان العرب يعيشون على نور الله، ولكن جهّلوهم وضلّلوهم وأهبطوهم، ثم ركبوا عليهم ورفسوهم، وبعدما رفعوا أرجلهم علينا تركونا كالبهائم!!

[عبرة] نعبر بها إلى الكمالات من هذه الحادثة بالذات، ما هي؟

قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم: [أين الذين يتشدقون بالديمقراطية] أين هم؟ نريد أن نراهم [والعدالة الاجتماعية؟ أين هم؟ إنهم في الحضيض الأسفل إزاء هذه الواقعة التاريخية الثابتة بالوحي الإلهي: امرأة غريبة الدار، تملك بئر ماء في صحراء تستأذنها في النزول إليها رفقة كاملة برجالها ونسائها، تستأذنها في النزول في جوارها، فتشترط عليهم في النزول بجوارها وهي تحب الأنس -أيضاً- ألا يكون لهم حق في الماء فيقبلون الشرط ويرضونه وينزلون!!].

أين أدعياء الديمقراطية والعدالة الاجتماعية؟! هراء وتضليل وخرافات!

[هذه خلة فاضلة كريمة من خلال العرب في الجاهلية فكيف بهم في الإسلام لولا الصرفة التي صرفوها بمكر الثالوث الأسود: المجوس واليهود والنصارى] كان العرب هكذا، ولكن من صرفهم عن مصدر كمالهم حتى هبطوا؟ الثالوث الأسود، من هذا الثالوث؟ يتكون من أية عناصر؟ والله لمن المجوس، واليهود، والنصارى.

يقول قائل: يا شيخ! كيف صرفوهم بالسحر أم بماذا؟ صرفوهم بأن قالوا لهم: القرآن يُقرأ على الموتى فقط، هل بلغكم أن العالم الإسلامي يقرأ القرآن على الموتى أم لا؟ وهل نزل القرآن ليقرأ على الموتى أم على الأحياء؟

وصرفوهم عن السنة كذلك، فتقرأ كتاب الفقه طوال العام لا تجد فيه قال الله ولا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأنسوهم الله ورسوله، فلا كتاب ولا سنة، فتمزقت الأمة وتلاشت وتمرغت في أوضار الحياة والجهل.

هذا الذي حصل! ما بقي للعروبة اسم على حقيقته، وإلا العربي أسد في كمالاته وقوته وشجاعته.

هذا هو الواقع ولهذا قلنا: هذه خلة فاضلة كريمة من خلال العرب في الجاهلية فكيف بهم في الإسلام؟! الله الله في القرون الثلاثة الأولى كيف كان العربي؟ كان إذا شرق أو غرب وجدت العدل والشجاعة والرحمة والإخاء ..

وهذا منظر: في اليرموك أو في غزوة اليرموك كان هناك جريح يصرخ من شدة العطش، فسمعه آخر فنقل الماء إليه، فإذا بآخر يقول: آه، فيقول الأول: أعطه، فيذهب إلى الآخر فيقول ثالث: آه، فيقول الثاني: أعطه، حتى مات الجرحى كلهم، وكل منهم يؤثر أخاه بالماء.

هذا أيام كان العرب يعيشون على نور الله، ولكن جهّلوهم وضلّلوهم وأهبطوهم، ثم ركبوا عليهم ورفسوهم، وبعدما رفعوا أرجلهم علينا تركونا كالبهائم!!

قال: [عمارة مكة: عمرت مكة بـهاجر أم إسماعيل أولاً ثم بنزول الرفقة الجرهمية ثانياً، وكبر إسماعيل، وأصبح أهلاً لأن يسعى ويعمل ولو برعي الماشية وصيد الظباء والطيور. وجاء إبراهيم يتعهد تركته -إسماعيل ابنه وهاجر أم ولده- عليهم السلام] جاء من الشام يتعهد ما تركه من سنوات [وأوحى إليه الرب تعالى مناماً] أوحى الله تعالى إلى إبراهيم في المنام [-ورؤيا الأنبياء وحي- أن اذبح إسماعيل قرباناً لنا] عندما جاء إبراهيم يتعهد التركة ويشاهد ولده وأم ولده، أوحى الله إليه في المنام -رأى رؤيا بأن الله يأمره- بذبح إسماعيل قرباناً له كما نتقرب نحن بذبح بالشاة والبعير.

قال: [واستشار إبراهيم إسماعيل في ذلك قائلاً: إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى [الصافات:102] فأجاب إسماعيل قائلاً: افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ [الصافات:102].

وأراد إبراهيم تنفيذ أمر ربه فخرج بإسماعيل ولده إلى منى، ليذبحه قرباناً لربه حيث أمره، ولما تله للجبين] أي صرعه على وجهه [والمدية بيده] أي السكين [وقبل الإجهاز عليه ناداه ربه: وَنَادَينَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ [الصافات:104-105] وفداه بذبح عظيم، أي بكبش أملح كبير، فترك الولد وذبح الكبش، وفاز بالرضا الولد والوالد].

هذا امتحان وإلا لا؟

إنه امتحان وابتلاء. لو جعت ليلة واحدة هل ستصبر؟ ستقوم في الليل تبكي وتذكر الله، بل نخشى أن تبعث من يخطف الخبز من يد صاحبه.