خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/142"> الشيخ ابو بكر الجزائري . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/142?sub=113"> هذا الحبيب يا محب
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
هذا الحبيب يا محب 7
الحلقة مفرغة
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، ثم أما بعد.
فيقول المؤلف غفر الله له ولكم، ورحمه وإياكم وسائر المؤمنين: [الحالة الدينية في بلاد العرب] أي قبل البعثة النبوية، وقبل طلوع الشمس المحمدية.
قال: [إن مما لا شك فيه أن هاجر أم إسماعيل] وقد عرفنا من هي هاجر ومن هو إسماعيل [كانت مسلمة] لما أهداها ملك مصر إلى سارة -زوج إبراهيم عليه السلام وابنة عمه- أهدتها هي إلى زوجها إبراهيم، وهل يمكن أن تبقى كافرة وهي تعيش في دار النبوة؟ هذا لا يعقل ولن يكون [وأن ولدها إسماعيل كان مسلماً كأبيه إبراهيم وكأمه هاجر، وأن الله تعالى نبأه وأرسله] أي: نبأ إسماعيل لما بلغ سن التكليف، وأرسله لما بلغ -سنة الله في الإرسال- أربعين سنة، فهو نبي ورسول [رسولاً إلى أهل بيته من زوجة وولد، وإلى أخواله وجيرانه من قبيلة جرهم اليمانية] وقد عرفنا كيف نزلت هذه القبيلة من أجل الماء -ماء زمزم- وأصبحت من أهل الدار، فالرسالة للجميع إذاً، لكن لم تخرج عن دائرة هذه المنطقة، فما أرسل عليه السلام إلى آخرين.
قال: [وأن دين الله -وهو الإسلام- قد عمهم وانتظم حياتهم زمناً طويلاً لا يُعرف منتهاه] ما استطاع مؤرخ أن يقول: بعد ما مضى ثلاثمائة سنة -مثلاً- انقطع النور النبوي من إسماعيل، ولا يدري أحد، وعلى كلٍ كان زمن غير قصير وهم يعيشون على النبوة والوحي والإسلام.
قال: [وكما هي سنة الله تعالى في الناس، إذا انقطع الوحي عنهم جهلوا وضلوا] هذه سنة الله في البشرية، إذا انقطع الوحي، وانقطع رجاله وأهله والعالمون به انتظم الناس الجهل، وأصيبوا بالشرك والكفر [كالأرض إذا انقطع عنها الغيث -المطر- أمحلت وأجدبت، وتحولت خضرتها ونضارتها إلى قترة وظلام يجهل فيه الإنسان ذاته ويتنكر فيه لعقله] إذا لم يوجد في القرية عالم ومضى عليها أعوام وهي كذلك فإن أهلها يصابون بالجهل والظلام، كالأرض التي انقطع عنها المطر فإنها تجدب. ولو عرف الكافرون والمشركون ذواتهم ما أدخلوها في جهنم، ولا باعوها رخيصة للشيطان، ولكنه الجهل.
ذكر أول ما بدأ الشرك في العرب المستعربة من ولد إسماعيل
قال: [وبموت من أحدث لهم هذا الحدث، وبمرور الزمان -نشأ جيل جاهل ينظر إلى تلك الأوثان من الحجارة وأنها آلهة يتقرب بها إلى الله رب البيت والحرم. فكان هذا مبدأ الوثنية في أولاد إسماعيل من العدنانيين] هذه هي البداية؛ ولكن كم كان بينها وبين زمن إسماعيل عليه السلام؟! الله أعلم.
ذكر أول من أتى بالأصنام والتماثيل إلى الديار الحجازية
أول من بدل دين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام في الحجاز هو هذا الطاغية: عمرو بن لحي الخزاعي فكيف هو مصيره؟!
قال: [ويشهد بهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح: ( رأيت
الرسول صلى الله عليه وسلم عرضت عليه الجنة والنار عدة مرات، أما الجنة فقد وطئها بأقدامه الشريفة، والنار لم يدخلها ولكنها تعرض عليه عرضاً، وآخر عرض كان هنا في المسجد النبوي، قبل أن تعرف الدنيا شاشة التلفاز أو الفيديو، كان ذلك -والله العظيم- وهو يصلي بالمؤمنين بذاك المحراب، فإذا به يتقدم ويقول بيديه هكذا. ثم في الركعة الأخرى يتراجع القهقرى ويشيح بوجهه هكذا، فسألوه بعدما انتهت الصلاة، فقال: ( عرضت علي الجنة ).
ولا يكذب بهذا الآن إلا أحمق ولا وجود له؛ لأن التلفاز الآن تشاهد فيه أمريكا من بيتك، يقول صلى الله عليه وسلم: ( عرضت علي الجنة، ورأيت قطوفاً من العنب فهممت أن آخذ منه، ولو أخذته لأكلتم منه الدهر كله )؛ لأنه غير قابل للفناء، شأنها شأن الدار الآخرة، ( وعرضت علي النار ) ولكن ليست كالتلفاز باردة، وإنما لهبها، فكان يشيح بوجهه من شدة الحر، قال: ( ورأيت أكثر أهلها النساء )، بشراكن يا بنات آدم! وصدق أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، فالجرائم والموبقات والشر والفساد عوامله الدينار والمرأة، ومن أراد أن يتحدى الشيخ يتفضل في مجلس غير هذا. وليس معنى هذا: أن كل المؤمنات في النار، لا أبداً، وإنما قليل أولئك الصالحات.
إذاً: هذا العرض النبوي الشريف كان في محرابه هذا، ولو نطق الآن لأخبركم.
قال صلى الله عليه وسلم: ( رأيت
قال: [( إنه كان أول من غير دين إسماعيل فنصب الأوثان )].
أول من غير وبدل دين إسماعيل هو عمرو بن لحي ، فرئي في النار وهو يسحب أمعاءه أمامه؛ لأنه أول من بدل الدين الحق.
قال: [( وبحر البحيرة، وسيب السائبة، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي .. )] وهذه كلها طقوس أو بدع شرعها الشيطان على لسان عمرو بن لحي .
فالبحيرة: هي الناقة أو الشاة تلد عشرة أولاد أو عشرة أبطن، فيقول لهم الشيطان: هذه يكفيها وخلوها للآلهة، شقوا أذنيها واتركوها فلا تركبوا ولا تحلبوا. هذه هي البَحيرة وليست البُحيرة.
والسائبة هي: الإبل أو الغنم تلد أعداداً من المواليد .. فيقولون: سيبوها للآلهة، لا تحلبوا ولا تركبوا.
والوصيلة هي: التي تصل كذا ولد بولد، فيقولون: هذه واصلت كذا، فاتركوها للآلهة.
والحام هو: الجمل الكبير؛ يحمونه للآلهة أيضاً، فإذا طرق كذا أنثى وأنجب بطرقه كذا.. قالوا: هذا خلوه للآلهة، فيحمونه، لا يركبونه ولا يبيعونه ولا يأكلونه. لم؟ لأنه للإله، وهذا قد جاء في سورة المائدة، إذ قال تعالى: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ [المائدة:103].
ذكر الأصنام في بلاد العرب وبيان أسمائها ومواقعها والقبائل التي كانت تعبدها
وسواع ذكر في سورة نوح عليه السلام، قال الله عز وجل: وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا [نوح:23] أي: كيف تتركون آلهتكم من أجل هذا الرجل؟ [بِرهاط] مكان يقال له بِرهاط [بساحل ينبع، تعبده قبيلة هذيل المضرية] هذا هو إلهها الخاص.
[ثانياً: ود]. وُد أو وَد فيه قراءتان [بدومة الجندل شمال المدينة قريباً من الشام، تعبده كلب القضاعية] هذا كان بدومة الجندل تعبده كلب القضاعية.
[ثالثاً: يغوث: بـجُرش يعبده أهل جرش، وهم بمخاليف اليمن جنوب مكة المكرمة] وإلى الآن يقال فلان الجرشي، فجرش معروفة.
[رابعاً: يعوق: بأرض همدان من أرض اليمن، تعبده قبيلة خيوان، وهم بطن من همْدان] أو همَدان [وفيه يقول قائلهم:
يريش الله في الدنيـا ويبري ولا يبري يعوق ولا يريش]
هذا رجل عرف الحق فكفر بهذا الإله الباطل، قال: لا يريش ولا يبري، والله هو الذي يريش ويبري.
[خامساً: نسر: بأرض حمير من اليمن، وتعبده قبيلة ذو الكلاع من حمير].
هذه هي الخمسة أصنام التي كانت على عهد نوح عليه السلام.
[سادساً: عميانس] وقيل هو تحريف عمّ أنس، أو عم أنس، ركبوها بهذا التركيب [بأرض خولان، تعبده قبيلة خولان اليمانية، وهم الذين قسموا له أنعامهم وحروثهم، ونزل الله فيهم قول الله تعالى من سورة الأنعام: وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ [الأنعام:136]] أي: قبُح هذا الحكم.
وهذه انتقلت إلى بلاد الإسلام، فعندنا الرجل إذا أراد أن يغرس نخلاً أو زيتوناً، فلابد وأن يقول: هذه لسيدي فلان، أو إذا أراد أن يتجر في الغنم فإنه يشتريه ثم يقول: هذه نعجة سيدي فلان، بل حتى المرأة إذا أرادت أن يفقس بيض الدجاجة فإنها تعلِّم على أحد البيض بالسواد وتقول: هذه بيضة سيدي فلان؛ حتى يباركها.
فإذا أثمرت النخلة التي وُهبت للسيد عبد القادر أو لغيره فإنه يعطيها لعبدة السيد، وإذا لم تثمر فإنه قد يعوضها، أما في الجاهلية إذا قالوا: هذه شاة هُبل، أو هذه زيتونته أو نخلته، فإنهم يجعلون لله شيئاً مقابل الصنم، أما نحن فلا.
مثال آخر: إذا اشترى الرجل منا قطيعاً من الغنم في آخر الشتاء؛ نظراً إلى الخصوبة والعام الجيد، عسى أن تلد هذه الغنم وتصبح المائة مائتين، فإنه يقول: هذا شاة سيدي عبد القادر أو البدوي أو العيدروس أو حسن أو فاطمة حسب من كان عندهم من الأولياء، ولا يجعل لله مقابلاً فيقول: وهذه لله، أبداً!
أو إذا غرس خمسمائة نخلة -مثلاً- فإنه يقول: هذه النخلة لسيدي فلان، وبالمقابل فإنه لا يقول: هذه النخلة لله.
إذاً: مشركو الجاهلية أفضل من مشركي الإسلام، عقلاً وفهماً. فهؤلاء أمامكم: لا يجعلون لله نخلة جعلوا مثلها للصنم، والمشرك يقول: هذه لله وهذه للات!!
وانظر كيف عابهم الله، من حيث إذا كان الذي جعلوه لله أنتج والذي جعلوه للآلهة ما أنتج، فإنهم يحولون الذي لله إلى الآلهة، وإذا الذي جعلوه لله ما أنتج وأنتج الذي للآلهة فإنهم لا يحولونه لله، فعابهم الله في هذا، وتأملوا الآية: وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ [الأنعام:136] لأن الله لم يشرع هذا وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ [الأنعام:136] ثم قال الله: سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ [الأنعام:136] أي: هذا حكم باطل.
والحمد لله! انتشرت دعوة التوحيد وانتهت هذه الظلمات، وإلا -والله- كان الوضع كما تسمعون.
[سابعاً: سعد: بأرض ملكان بن كنانة المضرية وتعبده قبيلة مِلكان، وفيه يقول شاعرهم:
أتيانا إلى سعد ليجمع شملنا فشتتنا سعد فلا نحن من سعد
وهل سعد إلا صخرة بتنوفة من الأرض لا تدعو لغي ولا رشد].
هذا رجل جاء بإبله وأراد أن يباركها عند سعد، فجمع إبله كاملة حول الصنم، فلما رأت الإبل ما رأت من الذبائح حوله والدماء ملطخة به -لأنه يُعبد- شردت، وما كاد أن يجمعها صاحبها إلا بعد أربع وعشرين ساعة؛ فمن ثم أنشد فقال:
أتيانا إلى سعد ليجمع شملنا فشتتنا سعد فلا نحن من سعد
أي: تبرأنا منه.
وهل سعد إلا صخرة بتنوفة من الأرض لا تدعو لغي ولا لرشد؟!
والتنوفة: هي قطعة الأرض الخالية.
[وذلك أن هذا الشاعر أقبل بإبل مؤبلة] أي: كبيرة كثيرة مجموعة [ليقفها على سعد (الصنم) رجاء بركته، فلما رأته الإبل -وكان ملطخاً بدم القربان- نفرت الإبل وشردت فذهبت كل مذهب، فأخذ صاحبها حجراً -وهو غضبان- وضرب سعداً الصنم، وقال له: لا بارك الله فيك نفرت عليَّ إبلي، ثم طلب إبله وجمعها بعد تفرقها، ثم أنشد يقول: أتيانا إلى سعد ليجمع .. إلخ].
وهذا مثل أعرابي آخر كان له إله في شعب من الشعاب، أو في وادٍ من الأودية يأتيه عند الحاجة، فجاء يوماً مكروباً عليه ديون أو كذا، فلما دنا -قرب- من الصنم وجد ذئباً أو ثعلباً شاغراً رجله يبول على صنمه، فوقف طويلاً يفكر ثم قال:
أرب يبول الثعلبان برأسـه لقد ذل من بالت عليه الثعالب!
أي: والله ما أرجع إليك. وتركه الدهر كله.
[ثامناً: ذو الخلصة] وهذا له شأنه [بتبالة جنوب مكة ببلاد اليمن، وكانت تعبده دوس وخثعم وبَجيلة] هذا صنم عظيم يشترك فيه ثلاث قبائل هي: دوس وبجيلة وخثعم [وهذا الصنم بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله البجلي فهدمه عندما نصر الله دينه ورسوله والمؤمنين فلله الحمد رب العالمين].
[تاسعاً: إساف ونائلة: وهما صنمان كانا بالكعبة، ثم وضعا على الصفا والمروة كانت تعبدهما قريش]، أخرجوهما من الكعبة ووضعوا واحداً على الصفا والثاني على المروة [من جملة أصنامها] المئات [ويروى أن أصلهما كان رجلاً وامرأة من جرهم] القبيلة التي كانت تسكن الحرم [فَجَرَا في داخل الكعبة] زنى الرجل بالمرأة في داخل الكعبة، وليس هناك غرابة في هذا أبداً، فكم من امرأة الآن تشتكي أن هناك من يؤذيها وهي تطوف.
[فمسخهما الله تعالى، فالرجل يدعى: إسافاً ، والمرأة تدعى: نائلة . ولما جاء الإسلام تحرج أناس من السعي بين الصفا والمروة لمكان إساف ونائلة منهما] كيف يسعون بين صنمين [فرفع الله ذلك الحرج بقوله عز وجل من سورة البقرة: إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا [البقرة:158]] أي: وإن كان هناك صنمان لا يحل عبادتهما، فالمقصود: هو السعي بين الصفا والمروة. فأذهب الله ما وجد بعض الناس من مضايقة نفسية وحرج.
[عاشراً: العزى: وكانت بنخلة عن يمين الصاعد إلى العراق من مكة، وكان سدنتها وحجابها بنو شيبان من سليم حلفاء بني هاشم، وكانت تعبد وتقدس تقديس البيت الحرام.
الحادي عشر: اللات: وكانت بالطائف، وكانت ثقيف تعبدها، ومنهم سدنتها وحجابها.
الثاني عشر: مناة: وكانت على ساحل البحر من ناحية المشلل قرب قديد، وتعبدها قبيلتا الأوس والخزرج، ومن دان بدينهم من أهل يثرب] أي: المدينة [ولما جاء الإسلام وانتصر التوحيد على الشرك، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا سفيان أو علي بن أبي طالب رضي الله عنهما فهدمها.
الثالث عشر: فِلس] ليس الفِلس المعروف، وإنما هو صنم على صورة إنسان بجبل [بجبلي طيء، وهما سلمى وأجا من أرض طيء شمال الحجاز، قريباً من حائل المدينة المعروفة اليوم، كانت تعبده طيء بأنواع من العبادات كالهدي إليه، والاستسقاء به، والائتمان بساحته. وبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فهدمه، وكان شبه إنسان لاصق بجبل أجا].
[الرابع عشر: رئام: وهو بيت لحمير بصنعاء من اليمن يعظمونه وينحرون عنده، وتكلمهم الشياطين عنده؛ لفتنتهم] أي: تشجعهم على الباطل بالكلام معهم.
[الخامس عشر: رُضاء: وهو ببيت أيضاً لبني ربيعة بن كعب بن زيد مناة بن تميم. ولما جاء الإسلام هدمها المستوغر بن ربيعة وهو يقول:
ولقد شددت على رُضاء شدة فتركتها قفراً بقاع أسحما].
[السادس عشر: ذو الكعبات: وهو بيت لبكر وتغلب ابني وائل وإياد ، وكان بسنداد، وهي منازل لـإياد أسفل أسوار الكوفة، وفيه يقول أعشى بن قيس بن ثعلبة :
بين الخورنق والسدير وبارق والبيت ذي الكعبات من سنداد]
والخورنق هو بيت أو قصر بني للنعمان حاكم تلك البلاد، ولما بني له كان أبدع بناء عُرِف، فخاف أن يبني من بناه له لغيره، فأخذه ورماه من أعلاه إلى أسفله فقتله؛ فلهذا يقال: جزاه جزاء سنمار ؛ لأن الباني هذا أو المهندس كان يقال له سنمار ، فلما خاف النعمان أن يبني للفُرس أو لغيره من الأعاجم مثله قال لعماله: خذوه وارموه به من أعلى إلى أسفل وقولوا: سقط. فأجري هذا مجرى المثل: جزاه مجازاة سنمار .
قال: [وأول ما بدأ الشرك في العرب المستعربة من ولد إسماعيل، أنهم كانوا إذا خرجوا من الحرم لطلب الرزق، أخذوا معهم حجارة من الحرم] يتوسلون بها، أو حتى لا ينسوا أنهم من جيران الحرم [فإذا نزلوا منزلاً وضعوها عندهم وطافوا بها طوافهم بالبيت، ودعوا الله عندها، وإذا رحلوا أخذوها معهم، وهكذا] من زين لهم هذا؟ إنه الشيطان حسّن لهم هذا العمل، فكانوا يأخذون الحجارة من الحرم يتوسلون بها إلى ربهم، ويضعونها حيث نزلوا، ويطوفون بها كما يطاف بالبيت. وما هو الفرق؟ بل هذا يدل على عمق إيمانهم، فكانوا إذا رحلوا أخذوها معهم، وهذا كله من وحي الشيطان وتزيينه. وكانت هذه هي بداية الفتنة.
قال: [وبموت من أحدث لهم هذا الحدث، وبمرور الزمان -نشأ جيل جاهل ينظر إلى تلك الأوثان من الحجارة وأنها آلهة يتقرب بها إلى الله رب البيت والحرم. فكان هذا مبدأ الوثنية في أولاد إسماعيل من العدنانيين] هذه هي البداية؛ ولكن كم كان بينها وبين زمن إسماعيل عليه السلام؟! الله أعلم.
قال: [أما الأصنام والتماثيل] التي وجدت عند العرب [فإن أول من أتى بها من الشام إلى الديار الحجازية هو عمرو بن لحي الخزاعي ] عليه لعائن الله، والأصنام تكون في شكل إنسان أو حيوان، وأول من جاء بها إلى أرض العرب عمرو بن لحي الخزاعي من الشام [إذ سافر مرة من مكة إلى الشام، فرأى أهل الشام يعبدون الأصنام. فسألهم قائلاً: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون؟ قالوا: نعبدها، نستمطرها فتمطرنا، ونستنصرها فتنصرنا. فقال لهم: أفلا تعطوني منها صنماً فأذهب به إلى بلاد العرب فيعبدوه؟ فأعطوه صنماً يقال له: هُبل، وهو الذي نصبوه حول الكعبة وبقي حولها إلى يوم الفتح الإسلامي، حيث حطم مع ثلاثمائة وستين صنماً] والذي حطمها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده الشريفة [وأُبعدت، فطهر البيت الحرام، وطهرت مكة والحرم منها والحمد لله رب العالمين. وكان عمرو بن لحي الخزاعي محترماً في مكة مقدساً عند أهلها] فلهذا قبلوا هديته، وأذعنوا لما قدم لهم [يشرع لهم فيقبلون شرعه، ويبتدع لهم فيحسنون بدعته، فكان أول من بدل دين إبراهيم وإسماعيل في الحجاز].
أول من بدل دين إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام في الحجاز هو هذا الطاغية: عمرو بن لحي الخزاعي فكيف هو مصيره؟!
قال: [ويشهد بهذا قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح: ( رأيت
الرسول صلى الله عليه وسلم عرضت عليه الجنة والنار عدة مرات، أما الجنة فقد وطئها بأقدامه الشريفة، والنار لم يدخلها ولكنها تعرض عليه عرضاً، وآخر عرض كان هنا في المسجد النبوي، قبل أن تعرف الدنيا شاشة التلفاز أو الفيديو، كان ذلك -والله العظيم- وهو يصلي بالمؤمنين بذاك المحراب، فإذا به يتقدم ويقول بيديه هكذا. ثم في الركعة الأخرى يتراجع القهقرى ويشيح بوجهه هكذا، فسألوه بعدما انتهت الصلاة، فقال: ( عرضت علي الجنة ).
ولا يكذب بهذا الآن إلا أحمق ولا وجود له؛ لأن التلفاز الآن تشاهد فيه أمريكا من بيتك، يقول صلى الله عليه وسلم: ( عرضت علي الجنة، ورأيت قطوفاً من العنب فهممت أن آخذ منه، ولو أخذته لأكلتم منه الدهر كله )؛ لأنه غير قابل للفناء، شأنها شأن الدار الآخرة، ( وعرضت علي النار ) ولكن ليست كالتلفاز باردة، وإنما لهبها، فكان يشيح بوجهه من شدة الحر، قال: ( ورأيت أكثر أهلها النساء )، بشراكن يا بنات آدم! وصدق أبو القاسم صلى الله عليه وسلم، فالجرائم والموبقات والشر والفساد عوامله الدينار والمرأة، ومن أراد أن يتحدى الشيخ يتفضل في مجلس غير هذا. وليس معنى هذا: أن كل المؤمنات في النار، لا أبداً، وإنما قليل أولئك الصالحات.
إذاً: هذا العرض النبوي الشريف كان في محرابه هذا، ولو نطق الآن لأخبركم.
قال صلى الله عليه وسلم: ( رأيت
قال: [( إنه كان أول من غير دين إسماعيل فنصب الأوثان )].
أول من غير وبدل دين إسماعيل هو عمرو بن لحي ، فرئي في النار وهو يسحب أمعاءه أمامه؛ لأنه أول من بدل الدين الحق.
قال: [( وبحر البحيرة، وسيب السائبة، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي .. )] وهذه كلها طقوس أو بدع شرعها الشيطان على لسان عمرو بن لحي .
فالبحيرة: هي الناقة أو الشاة تلد عشرة أولاد أو عشرة أبطن، فيقول لهم الشيطان: هذه يكفيها وخلوها للآلهة، شقوا أذنيها واتركوها فلا تركبوا ولا تحلبوا. هذه هي البَحيرة وليست البُحيرة.
والسائبة هي: الإبل أو الغنم تلد أعداداً من المواليد .. فيقولون: سيبوها للآلهة، لا تحلبوا ولا تركبوا.
والوصيلة هي: التي تصل كذا ولد بولد، فيقولون: هذه واصلت كذا، فاتركوها للآلهة.
والحام هو: الجمل الكبير؛ يحمونه للآلهة أيضاً، فإذا طرق كذا أنثى وأنجب بطرقه كذا.. قالوا: هذا خلوه للآلهة، فيحمونه، لا يركبونه ولا يبيعونه ولا يأكلونه. لم؟ لأنه للإله، وهذا قد جاء في سورة المائدة، إذ قال تعالى: مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سَائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ [المائدة:103].