خطب ومحاضرات
/home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 55
/audio/142"> الشيخ ابو بكر الجزائري . /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
Warning: Trying to access array offset on value of type null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 58
/audio/142?sub=113"> هذا الحبيب يا محب
Warning: Undefined array key "Rowslist" in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
Warning: Attempt to read property "value" on null in /home/islamarchivecc/public_html/templates_c/f800c4caaf1f6345c5d1b344c3f9ad5482181c14_0.file.audio_show.tpl.php on line 70
هذا الحبيب يا محب 115
الحلقة مفرغة
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد:
وبين يدي الدرس أقدم مسألتين:
معنى كلمة بهلول، وكفارة من حلف بغير الله أو قال لصاحبه: تعال أقامرك
والبهاليل: جمع بهلول، وهو الذي يغلب خيره شره، ويا ليتنا حقاً بهاليل.
ففهموا أن هذه الكلمة فيها انتقاص، بل فيها ثناء عطر، فكلمة (بهاليل) تعني أن فيهم خيراً كثيراً.
ولهذا تجد أحدهم يحلف بالنبي -ويفعل هذا أكثر العوام- فأقول له: لا تقل: (والنبي) قل: (لا إله إلا الله)، فيقول: (والنبي) لا أعود، بمعنى: أن هذه الكلمة قد تأصلت فيه، فأصبحت لا تزول عنهم.
لكن ما هو الحل؟ قلت لهم ولكم ولنفسي: من يجري على لسانه الحلف بغير الله، ولم يقصده، ولكن اعتاده، فليقل بعده: (لا إله إلا الله) تمحها، وليس هذا استنباطاً مني أو اجتهاداً، بل بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لما شاهد أصحابه يحلفون بالأيمان الجاهلية باللات والعزى، ولا لوم في ذلك على شخص له أربعين سنة وهو يعبدها، وقد أسلم من يومين أو من سنة فأنى يزول ذلك من لسانه! أي: أن هذا الأمر صعب.
وكذلك في مكة كانوا مولعين بالقمار؛ لأنهم تجار وفارغون، فإذا سافروا إلى اليمن في الشتاء وإلى الشام في الصيف، وعادوا بأرزاقهم لا يشعر أحدهم إلا ويقول: تعال أقامرك، فقال لهم الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( من حلف باللات فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لأخيه: تعال أقامرك ) أي: ألعب معك القمار جرياً على السنة الماضية، قال: ( فليتصدق بصدقة )، فما حددها ريالاً .. عشرة .. تمحو تلك الخطيئة.
البشرى في الحياة الدنيا بالرؤيا الصالحة
الأولى: اعتذاري إلى الأبناء والإخوة المصريين، فقد فهموا مني أني لما أقول: (البهاليل) أن هذه الكلمة فيها عيب.
والبهاليل: جمع بهلول، وهو الذي يغلب خيره شره، ويا ليتنا حقاً بهاليل.
ففهموا أن هذه الكلمة فيها انتقاص، بل فيها ثناء عطر، فكلمة (بهاليل) تعني أن فيهم خيراً كثيراً.
ولهذا تجد أحدهم يحلف بالنبي -ويفعل هذا أكثر العوام- فأقول له: لا تقل: (والنبي) قل: (لا إله إلا الله)، فيقول: (والنبي) لا أعود، بمعنى: أن هذه الكلمة قد تأصلت فيه، فأصبحت لا تزول عنهم.
لكن ما هو الحل؟ قلت لهم ولكم ولنفسي: من يجري على لسانه الحلف بغير الله، ولم يقصده، ولكن اعتاده، فليقل بعده: (لا إله إلا الله) تمحها، وليس هذا استنباطاً مني أو اجتهاداً، بل بيان رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإنه لما شاهد أصحابه يحلفون بالأيمان الجاهلية باللات والعزى، ولا لوم في ذلك على شخص له أربعين سنة وهو يعبدها، وقد أسلم من يومين أو من سنة فأنى يزول ذلك من لسانه! أي: أن هذا الأمر صعب.
وكذلك في مكة كانوا مولعين بالقمار؛ لأنهم تجار وفارغون، فإذا سافروا إلى اليمن في الشتاء وإلى الشام في الصيف، وعادوا بأرزاقهم لا يشعر أحدهم إلا ويقول: تعال أقامرك، فقال لهم الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( من حلف باللات فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لأخيه: تعال أقامرك ) أي: ألعب معك القمار جرياً على السنة الماضية، قال: ( فليتصدق بصدقة )، فما حددها ريالاً .. عشرة .. تمحو تلك الخطيئة.
المسألة الثانية: أن إحدى المؤمنات بعثت بزوجها الآن تبشركم بأنها رأت الجنة ودخلتها، وقد قدمنا أنه لابد من صك، فما من مؤمن تقي تتحقق ولايته إلا ويرى الجنة قبل أن يموت، وبهذا أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [يونس:62-64] والبشرى في الحياة الدنيا فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو الذي أنزل عليه القرآن وأسند إليه بيانه، فقال: ( البشرى: الرؤيا الصالحة يراها العبد الصالح أو ترى له )، ولهذا آمل من الطلبة أن لا يتركوا ولاية الرحمن ولا ليلة.
قال: [ودخلت السنة الحادية عشرة من هجرة الحبيب صلى الله عليه وسلم] مضت عشر سنوات، وعشناها مع الحبيب صلى الله عليه وسلم، والآن في آخر سنة وهي السنة الحادية عشرة.
قال: [وكان أول أحداثها:
بعث جيش أسامة إلى الشام] أي: وكان أول أحداث السنة الحادية عشرة: بعث جيش أسامة بن زيد مولى الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الشام غازياً ومجاهداً في سبيل الله.
قال: [إن آخر بعث] أي: بعثه الحبيب صلى الله عليه وسلم [في الجهاد المحمدي: هو بعث أسامة بن زيد الحِب بن الحب رضي الله عنهما] أي: هو وأبوه، و(الحِب) بمعنى المحبوب، فـأسامة هو حِب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو وأبوه كلاهما يحبهما رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء.
قال: [ففي المحرم] أي: في شهر المحرم [وبعد العودة من حجة الوداع] شهر الحج ثم شهر المحرم [رأى النبي صلى الله عليه وسلم أن يبعث بعثاً إلى الشام] وقد كان البعث الأول على رأسه جعفر بن أبي طالب واستشهد هو وزيد مولى الرسول صلى الله عليه وسلم وعبد الله بن رواحة، خيار الأصحاب، وأنقذهم الله على يد خالد بن الوليد وتمت هذه الحادثة، والآن أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يبعث أيضاً بعثاً آخر إلى الشام للدعوة إلى الإسلام.
قال: [وأن يكون أسامة بن زيد الشاب الذي لم يتجاوز من العمر ثماني عشرة سنة هو قائد هذا الجيش الذي عقد لواءه رسول الله صلى الله عليه وسلم].
عجيب هذا! أسامة الذي في الثامنة عشرة أو دونها يعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية، ويقلده القيادة، ويمشي وراءه أبو بكر وعمر .
فكان هذا الشاب حقيقاً أن يكون حِب رسول الله صلى الله عليه سلم؛ لأن والده استشهد في الشام، فأراد أن يمكنه من أن يقتل الكفار الذين قتلوا والده، وحتى يذهب عنه الحزن والكرب والهم فقال له: قُدِ الجيش يا أسامة.
قال: [وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين] فحدد له المنطقة أيضاً.
قال: [وتكلم بعض طاعناً في أسامة لصغر سنه] أي: كيف أن هذا الصغير يقود الجيش؟
قال: [فأجابهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلاً: (إن تطعنوا في إمارة
قال: [وذلك لكون كل من زيد وأسامة ولده مولى وليس بسيد]، لكن مولاهم وسيدهم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إذاً: من هنا تعرفون أن أي كلمة يطعن بها في شخص ما ينبغي أن تقال أو تكرر أو تعاد، ما رضي هذا الرسول صلى الله عليه وسلم.
قال: [وتجهز الناس للخروج، وفي هذا الجيش كبار المهاجرين والأنصار كـأبي بكر وعمر وغيرهما، وبينما الناس في التجهيز والإعداد للخروج إذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يبتدئه مرضه الذي قبض فيه، فوقف الجيش في انتظار شفاء الحبيب صلى الله عليه وسلم، ولم يمضِ إلا أسبوع واحد ويقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويلتحق بالرفيق الأعلى، ويبقى جيش أسامة في انتظار ماذا يحدث بخصوصه، وولي أمر المسلمين أبو بكر ، وأنفذ جيش أسامة كما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحبّ؛ وذلك نزول من الصديق على رغبة الحبيب في تنفيذ ما يحب، فرضي الله عن أبي بكر وأوفاه، فاللهم اجعل الجنة مأوانا ومأواه].
لقد سمع أبو بكر ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان جيش أسامة واقفاً ينتظر الأمر من القيادة كما أعده الرسول صلى الله عليه وسلم، وانتظر حتى قبض الرسول صلى الله عليه وسلم، وما إن بويع أبو بكر بالخلافة حتى أمضى هذا الجيش بقيادة أسامة، ولو كان غيره من الضعفاء لما استطاع أن يقوم بذلك.
قال: [نتائج وعبر:
إن لهذه المقطوعة من السيرة العطرة نتائج وعبراً نوجزها كالآتي:
أولاً: بيان مواصلة الرسول صلى الله عليه وسلم الجهاد حتى آخر أيامه من حياته] فمن يوم ما أذن له في الجهاد في السنة الأولى من الهجرة أو الثانية، وهو من غزوة إلى أخرى حتى آخر حياته.
وأنتم أيها المجاهدون، عدوكم بين جنبيكم، إنه الشيطان، ومعه النفس الأمارة بالسوء، ومعه الدنيا الخداعة الغرارة، ومع كل ذلك الهوى والميل الفطري إلى الراحة والمعصية، فهذه الجحافل نجاهدها ليل نهار، والله نسأل أن ننتصر ولا ننكسر.
أما جهاد الكفار فالحمد لله أراحنا الله منهم، ويوم ما يقول إمام المسلمين: حي على الجهاد، نقول: بسم الله. ومادام لم يعلن عن الجهاد لعدم توفر أسبابه وعوامله فما يسعنا إلا أن نحمد الله عز وجل، ولكن يبقى جهاد النفس، والشيطان، والهوى، والدنيا، فالصراع بين هذه الأمور عظيم وكبير، فبسم الله لا نضع السلاح حتى نلقى الله عز وجل.
فهمتم هذا؟ أو تريدون أن نقول: بسم الله، قوموا جاهدوا اليهود في فلسطين! وأنتم لا تستطيعون لأنكم لستم أهلاً لهذا، ولابد من إمام وقيادة عليمة رشيدة حكيمة.
قال: [ثانياً: جواز إسناد قيادة الجيوش إلى الشاب الكفء المقتدر إذا كان في قيادته ذوو الرأي والمشورة من كبار السن من كهول وشيوخ]، أما إذا كان ما معه إلا شباب فلا ينفع، لكن إذا كان يحتضنه مثل أبي بكر وعمر فلا خوف عليه، وقد أخذنا هذا من قيادة أسامة ، وأقرها أبو بكر وعمر والصحابة، وقد خرج معه أبو بكر خليفة المسلمين وعمر وعلي والقيادة كلها، ولو أننا ولينا علينا حاكماً وهو شاب، واخترناه لصلاحه، فننظر هل حوله شيوخ يشدون من أزره، ويوجهونه، ويبينوا له الطريق، فإن وجدنا حوله من هم أهل للقدرة على هذا فلا بأس، وإن لم نجد إلا شباباً مثله فإن النار سوف تحرقنا.
قال: [ثالثاً: بيان أن الطبع البشري لم يتبدل]، فالطبع البشري لا يتبدل، وإنما يروض رياضة خاصة، فيصبح كطباع الملائكة، ولابد من الرياضة والتربية الملازمة.
وقد سألني أحد الأبناء من أهل الحلقة: ما معنى اللوامة؟
فقلت له: يا بني! كررنا القول في هذا مرات، وقلنا: النفس في أول أمرها أمارة بالسوء، أي: كثيرة الأمر بالقبائح، واقرءوا: وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي [يوسف:53] وهذه كلمة يوسف الصديق ابن الصديق، وليست كلمة زليخا ، قال: وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي [يوسف:53]، فهذه النفس الأمارة بالسوء إذا كانت في جسم مؤمن رباني صادق يعمل على تربيتها فترة من الزمن تصبح لوامة، فإذا فعلت سوءاً تلومك عليه؛ لأنها خطت خطوة في طريق الهداية، فأصبحت وإن كانت تأمر بالسوء، لكن لما تفعله تلوم وتشعر بالألم في نفسك، فهذه النفس أخذت تنجو، وإن واصلت رياضتها ليل نهار، وعاماً بعد عام، فإنها تصل إلى مستوى تكون فيه مطمئنة، قال تعالى في الأولى: إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ [يوسف:53]، وقال في الثانية: وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ [القيامة:2]، وقال في الثالثة: يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً [الفجر:27-28]، ولهذا كان من دعائنا ودعاء حبيبنا: ( اللهم إنا نسألك نفساً مطمئنة، تؤمن بلقائك وترضى بقضائك وتقنع بعطائك الليل والنهار )، فالنفس المطمئنة لا ترتاح إلا لذكر الله، وإذا جاءت معصية لا تستطيع أبداً أن تجلس مجلساً فيه باطل، وما تقدر عليه أبداً.
قال: [فقد طعن في إمارة زيد وإمارة أبيه، وفي حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم]، أما قال: ( طعنتم في أبيه من قبل )؟ ووجه الطعن أن منهم من قال: هذا شاب، كيف؟! ومنهم من قال: هذا من الموالي، ليس بشريف. وهذا الطعن يجري على ألسنة الناس ولو بدون قصد إساءة.
قال: [رابعاً: بيان كمال أبي بكر الصديق ، وصادق ودّه، وعظم طاعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم حياً وميتاً؛ وذلك بإنفاذه جيش أسامة وفي أصعب الظروف وأشدها حلوكة].