هذا الحبيب يا محب 35


الحلقة مفرغة

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.

أما بعد: فقد انتهى بنا الدرس إلى مقطوعة تحت عنوان: [في طيبة دار الحبيب صلى الله عليه وسلم] وطيبة هي المدينة النبوية، ونحن في المدينة، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، لقد مات الملايين وهم في شوق لأن يشاهدوها ويدخلوها، ومن أتوها وعادوا كانوا يبكون بأعلى أصواتهم لا يريدون مفارقتها، وذلك لكمال إيمانهم وحبهم الصادق لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أما نحن فندخن فيها، ونغني، ونزمر، ونكذب، ونقول الباطل، ونأكل الحرام، فسبحان الله! كيف يستسيغ مؤمن هذا؟!

ومن يوم أن أكرمنا الله بالجلوس في هذا الدرس -من حوالي أربعين سنة- ونحن نقول: الذي لا يستطيع أن يستقيم في الحرمين عليه أن يخرج، وأرض الله واسعة، لا يبقى أبداً في بلد يلعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من يحدث فيه حدثاً أو يؤي محدثاً، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( المدينة حرام من عير إلى ثور من أحدث فيها حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ).

فإذا كنت لا تريد أن تستقيم على منهج الطهر والحق فارحل وبلاد الله واسعة، لا تدنس أو تنجس أرض القدس والطهر، وقلنا: لا يحل لك أن تفتح صالون حلاقة تحلق فيه وجوه الفحول في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يحل لك أن تحدث ما يسمونه بالاستوديو للتصوير، أو دكاناً تبيع فيه الأغاني، والآن ما إن ظهرت تلك الطامة الكبرى -الصحن الهوائي- حتى صرخ العلماء وبكوا، وأصدر المفتي -حفظه الله- فتياه، والناس يعاندون الله ورسوله والمؤمنون، وكأنهم يقولون: رغم أنفك، فتجد في السطح ثلاثة دشوش، في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي مكة بلد الله، أين الإيمان؟ اسألوا عن الإيمان ما هو، حتى تؤمنوا إيماناً حقيقياً، وإذا لم يكن لكم رغبة في الله والدار الآخرة، ارحلوا، انزلوا ببريطانيا أو فرنسا أو إيطاليا، ولا تبقوا بدار الإيمان.

ويعفا عن مؤمن مستقيم زلت قدمه يوماً من الأيام فارتكب ذنباً ثم صرخ وبكى منه وتاب، أما هذا التحدي فلا يقبل أبداً، ووالله إن له لعاقبة، فقد وردني بالأمس كتاباً من مؤمنة تبكي وتقول: ولدي في عمر سبع عشرة سنة يفجر بأخته مرتين، فماذا نصنع؟ لأنه يشاهد العواهر في المعارض، والضحك والألاعيب، والمرأة تقبل الرجل وو.. حتى إتيان الفاحشة يؤتى في آخر الليل في الدش. إن من يربي أولاده على هذا يستوجب المسخ والطرد من هذه الديار، كيف يبلغه أن هذا حرام، وأنه يفسد عقله ودينه، ويطرد الملائكة من بيته، وأنه يصبح غير مؤمن ويصر على أن يفعل، أنا لا أحسب هذا مؤمناً ولا عرف الله.

وهكذا ننتظر نقمة الله، ووالله إن لم يتداركنا الله بتوبة لحل بنا ما حل بالمسلمين، حيث أذلهم اليهود والنصارى قرناً كاملاً من أقصى الشرق إلى الغرب؛ لفسقهم وفجورهم وإعراضهم عن كتاب الله ورسوله، وفساد قلوبهم وعقائدهم.

قال: [إن الثلاث عشرة سنة التي قضاها رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة من يوم مبعثه إلى يوم هجرته كانت كلها آلاماً ودموعاً وأحزاناً، لم ينعم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بساعة سرور، أو يوم راحة قط. إلا أن العشر سنين التي قضاها بالمدينة كانت كلها جهاداً متواصلاً لم يفتر شهراً واحداً، ولم ينعم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالراحة يوماً واحداً، وكان شظف العيش فيها بالغ أشده، فلم يشبع فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبز شعير مرتين في يوم واحد قط] ونحن نتقلب في هذا النعيم ونضحك، كأننا نملك صكوكاً من الله عز وجل ألا نضرب ولا يُنتقم منا.

[نعم لقد كانت للحبيب صلى الله عليه وسلم بدار الهجرة أياماً مشرقة، إلا أن أكثر أيامها كانت محرقة، وهلم بنا -إخوة الإيمان- نعيش بأرواحنا مع رسولنا وحبيبنا تلك السنين العشر التي عاشها صلى الله عليه وسلم بالمدينة دار هجرته وحاضرة دولته، دولة الإسلام الخالدة، وسوف نشعر بأننا السنين العشر ما كانت السنة الواحدة منها إلا عشر سنوات، فعشر السنين كانت وكأنها مائة سنة أو تزيد] ما تحقق فيها لا يتحقق في عشر سنين [وذلك لما تم فيها من جلائل الأعمال، ما تخللها من عظائم الأمور، والله نسأل أن يرزقنا البكاء عند ذكر ما يبكي منها، وأن يرزقنا الفرح عند ذكر ما يُفرح، فيكون ذلك شاهد حبّنا للحبيب صلى الله عليه وسلم، وآية إيماننا به، وعنوان إسلامنا لربنا وإحساننا في ديننا.

فهيا بنا نعايش الحبيب وصحبه بأرواحنا وإن لم نعايشهم بأبداننا؛ لطول العهد، وفضل ما بيننا وبينهم، إذ هم كواكب مشرقة في السماء تنير الأرض لأهلها، وأما نحن فإننا ضعيفو الصلة بالسماء وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

قال: [الحبيب صلى الله عليه وسلم بقباء. إنه قبل وصوله صلى الله عليه وسلم إلى قباء -وهي ضاحية من ضواحي المدينة على ثلاثة أميال منها- كان رجال من الأنصار لما بلغهم خروج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إذا صلوا الصبح خرجوا إلى ظاهر المدينة إلى الحرة الجنوبية ينتظرون طلوع رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم، فلا يبرحون ينتظرون حتى لم يبق ظل يستظلون به من حر الشمس، ثم يعودون إلى بيوتهم.

ولما كان اليوم الذي وصل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا قد خرجوا كعادتهم، وما إن عادوا إلى بيوتهم لارتفاع النهار وانعدام الظلال إلا وصائح يصيح بأعلى صوته: يا بني قيلة! هذا جدكم قد جاء. وكان الصائح رجلاً من اليهود كان قد علم بخروجهم كذا يوماً انتظاراً لقدوم الرسول صلى الله عليه وسلم ونسبهم إلى (قيلة)] لأنهم يقال لهم بنو قيلة، نسبة إلى جدة لهم تسمى قيلة، والقيل: الملك، والجمع: أقيال، والقيلة: ملكة. وجدكم أي: حظكم وسعادتكم [وما إن سمعوا الصراخ حتى خرجوا كلهم، وإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم مع صاحبه مستظل بظل نخلة، وأكثرهم لم يكن قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان أبو بكر في سن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وركبهما الناس يسلمون عليهما وما يعرفون رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبي بكر ] تدفقوا أكبوا عليهم يسلمون ولا يدرون هذا رسول الله أو هذا، لتشابه الرجلين الكريمين [حتى زال الظل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام أبو بكر فأظله بردائه فعرفوه عند ذلك] أن الرسول صلى الله عليه وسلم غير أبي بكر [ونزل الحبيب على كلثوم بن الهدم ، ونزل الصديق على خبيب بن إساف كما تقدم].

وما نزلا في بيت واحد لأنه لا يتسع، أما الآن فأنتم أصحاب العمارات تملكون الخمسين غرفة والستين، بينما الأولون كانوا لا يستطيعوا أن يجمعوا بين اثنين أبداً لضيق المكان، ونحن ندخل ونخرج ولا نقول: الحمد لله في صدق وبكاء أبداً، وأفضلنا يقول: الحمد لله بنفس بارد. وقد كنت في غداء مرة فعددت عشرة أنواع من الطعام والشراب: الماء، والحليب، والتمر، والدجاج، والخبز، والسلطة بنوعيها، والحبحب، والعنب .. المهم أنها عشرة، فعلى الأقل نحمد الله عشر مرات بصدق.

ومما أذكره تذكيراً وتعليماً -طيلة ما حييت- أني رأيت رجلين، رجلاً في بريدة -كبير في السن- جلسنا معه على أكل، ومن لحظة ما بدأ الأكل وهو يقول: الحمد لله الحمد الله الحمد لله، حتى فرغنا، وآخر في الرياض لقيته بعد كذا سنة وكأنه أخذ عن الأول، فما إن جلسنا للأكل حتى بدأ يحمد الله حتى فرغنا، وهذا قليل!

كيف نجزي الله تعالى على إفضاله وإنعامه؟ والحمد لله أن قبل منا كلمة الحمد لله، فكيف إذاً نُحرمها ولا نقولها لربنا في صدق. وسر هذا؛ بعدنا عن السماء، وأننا ما ربينا في حجور الصالحين.

قال: [أول عمل بقباء لرسول الله صلى الله عليه وسلم] هل عبّد الطرق؟ هل جدد المباني؟ أم ماذا عمل؟

قال: [] في أسبوع يبني مسجداً؛ لأن المسجد باللبن والخشب، وهو أول مسجد بني في الإسلام، مسجد أسس على التقوى من أول يوم، فلهذا ( من تطهر في بيته -يا أهل المدينة- وأتى مسجد قباء لا يأتيه إلا للصلاة فيه فصلى ركعتين كان له كأجر عمرة )، وكان الحبيب صلى الله عليه وسلم يأتيه ماشياً وراكباً، يطلب رضا الله، ونحن لا نطلب ذلك لسوء أحوالنا! فرسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء ليصلي فيه ويبشر المؤمنين ويرغبهم بكلمة حق.

قال: [وكان مسجد قباء أول مسجد بني في الإسلام، وقد ذكره تعالى في كتابه وأثنى على أهله خيراً فقال تعالى من سورة التوبة: لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ [التوبة:108].

وهنا بقباء أتى سلمان الفارسي الذي طالما انتظر مجيئه. جاءه من المدينة بكيس من التمر، وقال: هذا صدقة تصدقت بها عليكم -وهو يريد بذلك اختباره- فقال الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( إنا لا نأكل الصدقة ) وأمره أن يتصدق بها على غيره، وانصرف سلمان وعاد في اليوم الثاني -ومعه تمر آخر- وقدمه للرسول صلى الله عليه وسلم وقال: هذه هدية قدمتها لك، فقبلها صلى الله عليه وسلم ودعا له بخير.

وهنا أعلن سلمان إسلامه، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.

وسبب عمل سلمان هذا أنه علم من الكتب السابقة أن النبي محمداً صلى الله عليه وسلم من نعوته وصفاته أنه يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة.

ولما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كتب الله له من أيام في قباء بديار بني عمرو بن عوف سار إلى المدينة، وفي طريقه أدركته صلاة الظهر بديار بني سالم بن عوف، وكان اليوم يوم جمعة فصلى بهم الجمعة وخطبهم في مسجدهم ببطن الوادي (رانونا) فكانت أول جمعة صليت في الإسلام.

وركب الحبيب صلى الله عليه وسلم راحلته فأتاه عتبان بن مالك وعباس بن عبادة في رجال من بني سالم وقالوا له: يا رسول الله! أقم عندنا حيث العدد والعدة والمنعة، وهم ممسكون بخطام ناقته لينيخوها، فقال لهم: ( دعوها فإنها مأمورة ) وواصل سيره إلى طيبة طابت مغانيها، وسلام على ساكنيها].

قال: [نتائج وعبر: إن لهذه المقطوعة من السيرة العطرة نتائج وعبراً نوجزها في الآتي:

أولاً: بيان أن مسجد قباء كان أول مسجد بني في الإسلام.

ثانياً: بيان كيفية معرفة سلمان للنبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بما أجرى من اختبار عليه بالصدقة والهدية؛ لعلمه السابق أن من صفات نبي آخر الزمان أنه يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة.

ثالثاً: بيان أن أول جمعة صليت في الإسلام هي تلك التي صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد بني سالم بن عوف ببطن وادي (رانوناء).

رابعاً: عرض بني سالم على النبي صلى الله عليه وسلم الإقامة بينهم وترغيبه في ذلك وذكرهم لكثرة رجالهم وسلاحهم ومنعتهم الحربية يعتبر موقفاً مشرفاً خالداً لهم رضي الله عنهم وأرضاهم].

قال: [استقبال الأنصار للحبيب صلى الله عليه وسلم وعظيم فرحهم وحفاوتهم به: إنه ما إن ركب صلى الله عليه وسلم راحلته، وسارت به من ديار بني سالم متجهة نحو المدينة، وأهل كل دار من دور الأنصار يمر بها إلا ويستقبله رجالها قائلين: هلم إلينا يا رسول الله! إلى العدد والعدة والمنعة، -وهم ممسكون بخطام ناقته- وهو يقول: ( دعوها فإنها مأمورة ).

وخرج أهل المدينة لاستقبال الحبيب صلى الله عليه وسلم عن بكرة أبيهم، فامتلأت الطرق، وظهروا على سطوح المنازل نساءً وأطفالاً ورجالاً، وهم يقولون: الله أكبر جاء رسول الله، الله أكبر جاء محمد، الله أكبر جاء رسول الله، والنساء والصبيان يضربون بالدفوف وينشدون:

طلع البدر علينا من ثنيات الوداع

وجب الشكـر علينا ما دعا لله داع

أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع

جئت شرفت المدينة مرحباً يا خير داع

وواصل الحبيب سيره في تلك الحشود الحاشدة، والجموع المتجمعة في هذا اليوم التاريخي العظيم الذي قال فيه أنس بن مالك : (لقد رأيت اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا، واليوم الذي قبض فيه فلم أر يومين مثلهما قط). حتى انتهى إلى قرب دار أبي أيوب الأنصاري ، فبركت -والرسول صلى الله عليه وسلم مرخ لها الزمام لها- ثم وثبت فسارت غير بعيد، ثم بركت وتلحلحت وضربت بجرانها في الأرض، فنزل عنها الحبيب صلى الله عليه وسلم فاحتمل أبو أيوب الرحل فوضعه في بيته، ونزل النبي صلى الله عليه وسلم بداره، لأنه أحد أخوال أبيه من بني النجار.

ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسفل من الدار، وأبو أيوب وأم أيوب بالعلوي، فآلم ذلك أبا أيوب ، فقال يا رسول الله! إني أكره أن أكون فوقك وتكون تحتي، فاظهر أنت فكن في العلوي وننزل نحن فنكون في السفلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يا أبا أيوب إن أرفق بنا وبمن يغشانا أن أكون في أسفل البيت ) وبذلك طابت نفس أبي أيوب رضي الله عنه.

وكان أبو أيوب يصنع للرسول صلى الله عليه وسلم الطعام، فإذا أكل منه صلى الله عليه وسلم وتركه أُخذ وقدم لـأبي أيوب ليأكل منه، فكان رضي الله عنه يسأل عن موضع أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتتبع موضع أصابعه فيأكل منه، رجاء البركة. فصنع له يوماً طعاماً فيه ثوم، فلما رد إليه سأل عن موضع أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له: لم يأكل، ففزع، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أحرام؟ فقال: ( لا. ولكني أكره ذلك ).

وهذا لأنه صلى الله عليه وسلم يناجي الملك، وغيره لا يناجي.

ومبرك الناقة كان مربداً ليتيمين، وكان فيه نخل وبعض قبور، فسأل عنه فقال له معاذ بن عفراء : يا رسول الله! هو ليتيمين لي وسأرضيهما منه، فاتخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجداً].

قال: [نتائج وعبر: إن لهذه المقطوعة من السيرة العطرة نتائج نجملها في الآتي:

أولاً: بيان عظم فرحة الأنصار بمقدم الرسول صلى الله عليه وسلم، وما أبدوه من حفاوة وترحيب لم يسبق لهما نظير في التاريخ البشري قط.

ثانياً: بيان آية الناقة في سيرها وبروكها لقوله صلى الله عليه وسلم: ( دعوها فإنها مأمورة ).

ثالثاً: بيان فوز أبي أيوب خالد بن زيد بنزول الرسول صلى الله عليه وسلم بداره، وإقامته بها حتى بنى مسجده، وحجرات نسائه بإزائه.

رابعاً: بيان أدب أبي أيوب وكمال حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم؛ إذ لم تطب نفسه أن يسكن في أعلى المنزل والرسول صلى الله عليه وسلم في أسفله.

خامساً: مشروعية التماس البركة من آثار النبي صلى الله عليه وسلم -إن وجدت- كسؤره وشعره وريقه وثيابه، وما إلى ذلك ..].

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.